﴿أن﴾ أي: بأن ﴿لا تعبدوا إلا الله﴾ أي: الذي له صفات الكمال جميعاً ﴿قالوا﴾ أي: الكفار لرسلهم ﴿لو شاء ربنا﴾ الذي ربانا أحسن تربية أن يرسل إلينا رسولاً ﴿لأنزل﴾ إلينا ﴿ملائكة﴾ فأرسلهم إلينا بما يريده منا لكنه لم يرسل ملائكة فلم يشأ أن يرسل رسولاً ﴿فإنا بما﴾ أي: بسبب ما ﴿أرسلتم به﴾ أي: على زعمكم بأنكم رسل ﴿كافرون﴾ إذ أنتم بشر مثلنا لا فضل لكم علينا.
روي: «أن أبا جهل قال في ملأ قريش: التبس علينا أمر محمد فلو التمستم لنا رجلاً عالماً بالسحر والشعر والكهانة وكلمه ثم أتانا ببيان من أمره، فقال عتبة بن ربيعة: والله لقد علمت الشعر والسحر والكهانة وعلمت من ذلك علماً وما يخفى علي، فأتاه فقال له: يا محمد أنت خير أم هاشم، أنت خير أم عبد المطلب، أنت خير أم عبد الله، فلم تشتم آلهتنا وتضلل آباءنا؟ فإن كنت تريد الرياسة عقدنا لك اللواء فكنت رئيسنا، وإن كنت أردت الباء زوجناك عشر نسوة تختارهن من أي بنات قريش شئت، وإن كنت تريد المال جمعنا لك ما تستعين به على ذلك، ورسول الله ﷺ ساكت فلما فرغ قال له رسول الله ﷺ أفرغت؟ قال: نعم قال: فاسمع ثم إن النبي ﷺ تعوذ ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم ﴿حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته﴾ إلى أن بلغ قوله تعالى ﴿فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود﴾ فأمسك عتبة على فيه وناشده بالرحم إلا ما سكت، ثم رجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش فلما احتبس عنهم قالوا: ما نرى عتبة إلا قد صبأ فانطلقوا إليه وقالوا: يا عتبة ما حبسك عنا إلا أنك قد صبأت إلى محمد وأعجبك طعامه، فإن كان بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمد فغضب عتبة وأقسم لا يكلم محمداً أبداً، وقال: والله لقد علمتم أني من أكثر قريش مالاً ولكني أتيته وقصصت عليه القصة وجاءني بشيء والله ما هو شعر ولا كهانة ولا سحر وقرأ السورة إلى قوله تعالى {فإن


الصفحة التالية
Icon