وقال البيضاوي: هو كقولك في هذه الدار دار سرور يعني بالدار عينها على أن المقصود هو الصفة قال ابن عادل: في هذا نظر إذ الظاهر وهو معنى صحيح منقول أن في النار داراً تسمى دار الخلد والنار محيطة بها وهذا أولى، وقوله تعالى: ﴿جزاءً﴾ منصوب بالمصدر الذي قبله وهو ﴿جزاء أعداء الله﴾ والمصدر ينصب بمثله كقوله تعالى: ﴿فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفوراً﴾ (الإسراء: ٦٣)
﴿بما كانوا بآياتنا﴾ أي: على ما لنا من العظمة ﴿يجحدون﴾ أي: يلغون في القراءة وسماه جحداً لأنهم لما علموا أن القرآن بالغ إلى حد الإعجاز خافوا من أنه لو سمعه الناس لآمنوا فاستخرجوا تلك الطريقة الفاسدة، وذلك يدل على أنهم علموا كونه معجزاً وأنهم جحدوا حسداً.
ولما بين تعالى أن الذي حملهم على الكفر الموجب للعذاب الشديد مجالسة قرناء السوء بين ما يقولون في النار بقوله تعالى:
﴿وقال الذين كفروا﴾ أي: غطوا أنوار عقولهم داعين بما لا يسمع لهم فهو زيادة في عقوبتهم وحكايته لها وعظ وتحذير ﴿ربنا﴾ أي: يا أيها الذي لم يقطع قط إحسانه عنا ﴿أرنا﴾ الصنفين ﴿اللذين أضلانا﴾ أي: عن المنهج الموصل إلى محل الرضوان ﴿من الجن والإنس﴾ لأن الشيطان على ضربين جني وإنسي، قال تعالى: ﴿وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن﴾ (الأنعام: ١١٢)
وقال تعالى: ﴿الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس﴾ (الناس: ٥ ـ ٦)
(١٠/٣٥)