وقوله تعالى: ﴿أم يقولون افتراه﴾ إضراب عن ذكر تسميتهم إياه سحراً إلى ذكر ما هو أشنع وإنكار له وتعجب، ثم بين تعالى بطلان شبهتهم بقوله تعالى: ﴿قل﴾ أي: يا أشرف الخلق ﴿إن افتريته﴾ أي: تعمدت كذبه على زعمكم وأنا إنما أريد به نصيحتكم فالذي أفتريه عليه وأنسبه إليه يعاقبني على ذلك ولا يتركني أصلاً وذلك هو معنى قوله: ﴿فلا تملكون﴾ أي: أيها المنصوحون بوجه من الوجوه ولا في وقت من الأوقات. ﴿لي من الله﴾ أي: المتكبر الحليم ﴿شيئاً﴾ من الأشياء لما يردّ عني انتقامه لأنّ الملك لا يترك من كذب عليه مطلق كذب فكيف من يتعمد الكذب عليه في الرسالة بأمور عظيمة وملازمته مساءً وصباحاً فأيّ حامل لي حينئذ على افترائه؟ ثم علل ما أفاده الكلام من وجوب الانتقام بقوله: ﴿هو﴾ أي: الله سبحانه ﴿أعلم﴾ أي: منكم ومن كل أحد ﴿بما تفيضون فيه﴾ أي: بما تخوضون فيه من التكذيب بالقرآن والقول فيه بأنه سحر. ﴿كفى به شهيداً﴾ أي: شاهداً بليغ الشهادة لأنه أعلم بجميع أحوالنا.
(١١/٦)


الصفحة التالية
Icon