تنبيه: ذكروا في كيفية هذه الواقعة قولين: أحدهما «قال سعيد بن جبير: كان الجنّ تستمع فلما رجموا قالوا هذا الذي حدث في السماء إنما حدث لشيء في الأرض فذهبوا يطلبون السبب، وكان قد اتفق أنّ النبيّ ﷺ لما أيس من أهل مكة أن يجيبوه، خرج إلى الطائف ليدعوهم إلى الإسلام فلما انصرف إلى مكة وكان ببطن نخلة قام يقرأ القرآن، فمرّ به نفر من أشرار جنّ نصيبين، كان إبليس بعثهم ليعرف السبب الذي أوجب حراسة السماء بالرجم، فسمعوا القرآن فعرفوا أن ذلك هو السبب». والقول الثاني أنّ الله تعالى أمر رسوله ﷺ أن ينذر الجنّ ويدعوهم إلى الله تعالى ويقرأ عليهم القرآن فصرف الله تعالى إليه نفراً من الجنّ يستمعون منه القرآن وينذرون قومهم روي أن الجنّ كانوا يهوداً لأنّ في الجنّ مللاً كما في الإنس من اليهود والنصارى، وعبدة الأوثان، والمجوس وأطبق المحققون على أنّ الجن مكلفون سئل ابن عباس هل للجنّ ثواب قال نعم لهم ثواب وعليهم عقاب يلبثون في أبواب الجنة ويزدحمون على أبوابها. «وروى الطبراني عن ابن عباس أن أولئك الجنّ كانوا سبعة نفر من أهل نصيبين فجعلهم رسول الله ﷺ رسلاً إلى قومهم» «وعن زرّ ابن حبيش كانوا تسعة، أحدهم زوبعة» «وعن قتادة ذكر لنا أنهم صرفوا إليه من نينوى» وروي في الحديث: «أنّ الجنّ ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون» واختلفت الروايات هل كان عبد الله بن مسعود مع رسول الله ﷺ ليلة الجنّ أو لا؟ وروى عن أنس قال كنت عند النبيّ ﷺ وهو بظاهر المدينة، إذ أقبل شيخ يتوكأ على عكازة فقال النبي ﷺ إنها لمشية جني، ثم أتى فسلم على النبيّ ﷺ فقال ﷺ إنها لنغمة جنيّ فقال الشّيخ: أجل يا رسول الله. فقال له النبيّ ﷺ من أيّ الجنّ أنت؟ فقال