فإن قيل قد قال تعالى ﴿ختم الله على قلوبهم﴾ (البقرة: ٧)
وقال تعالى: ﴿فويل للقاسية قلوبهم﴾ (الزمر: ٢٢)
أجيب بأنّ الأقفال أبلغ من الختم، فترك الإضافة لعدم انتفاعهم رأساً.
فإن قيل: ما الحكمة في قوله تعالى: ﴿أقفالها﴾ بالإضافة؟ ولم يقل أقفال كما قال: ﴿قلوب﴾.
(١١/٧١)
أجيب بأنّ الأقفال كأنها ليست إلا لها ولم يضف القلوب إليهم لعدم نفعها إياهم، وأضاف الأقفال إليها لكونها مناسبة لها، أو يقال: أراد به أقفالاً مخصوصة هي أقفال الكفر والعناد ولما أخبر تعالى بأقفال قلوبهم بين منشأ ذلك.
فقال تعالى:
﴿إنّ الذين ارتدوا﴾ أي: من أهل الكتاب وغيرهم ﴿على أدبارهم﴾ أي: رجعوا كفارا ﴿من بعدما تبين﴾ أي: غاية البيان ﴿لهم الهدى﴾ أي: بالدلائل التي هي من شدة ظهورها غنية عن بيان مبين ﴿الشيطان سوّل لهم﴾ أي: زين وسهل لهم اقتراف الكبائر ﴿وأملى﴾ أي: ومدّ الشيطان ﴿لهم﴾ في الآمال والأماني بإرادته تعالى فهو المضل لهم وقرأ أبو عمرو: بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء والباقون: بفتح الهمزة واللام وسكون الألف المنقلبة وأمالها حمزة والكسائي محضة، وقرأ ورش بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح قال في الكشاف: فإن قلت: من هؤلاء؟ قلت: اليهود كفروا بمحمد ﷺ من بعدما تبين لهم الهدى وهو نعته في التوراة وقيل: هم المنافقون.
(١١/٧٢)