بقوله سبحانه: ﴿ليؤمنوا بالله﴾ أي: لا يسوغ لأحد من خلقه. والكل خلقه التوجه إلى غيره ﴿ورسوله﴾ أي: الذي أرسله من له كل شيء ملكاً وخلقاً إلى جميع خلقه ﴿ويعزروه﴾ أي يعينوه وينصرونه والتعزير نصر مع تعظيم ﴿ويوقروه﴾ أي: يعظموه والتوقير التعظيم والتبجيل ﴿ويسبحوه﴾ من التسبيح الذي هو التنزيه عن جميع النقائص أو من السبحة وهي الصلاة. قال الزمخشري: والضمائر لله عز وجلّ: والمراد بتعزير الله تعزير دينه ورسوله ومن فرّق الضمائر فقد أبعد. وقال غيره: الكنايات في قوله ﴿ويعزروه ويوقروه﴾ راجعة إلى رسول الله ﷺ وعندها تم الكلام فالوقف على ﴿ويوقروه﴾ وقف تامّ ثم يبتدئ بقوله تعالى: ﴿ويسبحوه﴾ ﴿بكرةً وأصيلاً﴾ أي غدوةً وعشياً أي دائماً وعن ابن عباس صلاة الفجر وصلاة الظهر والعصر على أنّ الكناية في ﴿ويسبحوه﴾ راجعة إلى الله عز وجلّ وقال البقاعي: الأفعال الثلاثة يحتمل أن يراد بها الله تعالى لأنّ من سعى في قمع الكفار فقد فعل فعل المعزر الموقر، فيكون إما عائداً على المذكور وإمّا أن يكون جعل الأسمين واحداً إشارة إلى اتحاد المسميين في الأمر فلما اتحد أمرهما وحد الضمير إشارة إلى ذلك ا. ه فعنده أنه يصح رجوع الثلاثة إلى رسول الله ﷺ فإنه فسر ﴿ويسبحوه﴾ بقوله ينزهوه عن كل وخيمة باختلاف الوعد بدخول مكة والطواف بالبيت الحرام ونحو ذلك. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: بالياء في الأربعة على الغيبة رجوعاً إلى قوله تعالى ﴿ليدخل المؤمنين والمؤمنات﴾ والباقون بالتاء على الخطاب ولما بين تعالى أنه مرسل ذكر أنّ من بايع رسوله فقد بايعه. فقال تعالى:
(١١/٩٤)


الصفحة التالية
Icon