ويحتمل أن يكون بمعنى المفعول أي عندنا ما نزيده على ما يرجون ويأملون. قال أنس وجابر: وهو النظر إلى وجه الله الكريم. قيل يتجلى لهم الرب تبارك وتعالى في كل ليلة جمعة في دار كرامته فهذا هو المزيد. ولما ذكر تعالى أوّ ل السورة تكذيب الأمم السابقة ذكر هنا إهلاك قرون ماضية. بقوله تعالى:
(١١/١٩٩)
﴿وكم أهلكنا﴾ أي: بما لنا من العظمة ﴿قبلهم من قرن﴾ أي: جيل هم في غاية القوة وزاد في بيان القوّة قوله تعالى: ﴿هم أشدّ منهم﴾ أي: من قريش ﴿بطشاً﴾ أي: قوّة وأخذاً لما يريدونه بالعنف والسطوة والشدّة.
تنبيه: كم منصوب بما بعده وقدم إما لأنه استفهام وإما لأن كم الخبرية تجري مجرى كم الاستفهامية في التصدير ومن قرن تمييز هم أشد صفة إمّا لكم وإما لقرن والفاء في قوله تعالى: ﴿فنقبوا﴾ عاطفة على المعنى كأنه قيل اشتدّ بطشهم فنقبوا: ﴿في البلاد﴾ والضمير في نقبوا ما للقرن المتقدّم وهو الظاهر وإما لقريش والتنقيب التنقير والتفتيش ومعناه التطواف في البلاد قال الحارث بن حلزة:
*نقبوا في البلاد من حذر المو | ت وجالوا في الأرض كل مجال* |
*وقد نقبت في الآفاق حتى | رضيت من الغنيمة بالإياب* |
ولما كان التقدير ولم يسلموا مع كثرة تنقيبهم توجه سؤال تنبيه للغافل الذاهل وتقريع وتبكيت للمعاند الجاهل بقوله تعالى ﴿هل من محيص﴾ أي: معدل ومحيد ومهرب وإن دق من قضائنا ليكون لهؤلاء وجه ما في ردّ أمرنا.