ولما وصف الكفار وصف المؤمنين مؤكداً رداً على المنكر فقال عز من قائل: ﴿إنّ المتقين﴾ أي: العريقين في وصف الخوف من الله الذي وفقهم لطاعته ﴿في جنات﴾ أي: خلال بساتين ذات أشجار تستر داخلها وقوله تعالى: ﴿ونهر﴾ أريد به الجنس: لأن فيها أنهاراً من ماء وعسل ولبن وخمر؛ أفرده لموافقة رؤوس الآي ولشدة اتصال بعضها ببعض فكأنها شيء واحد. والمعنى: أنهم يشربون من أنهارها وقيل: هو السعة والصفاء من النهار.
وكما جعل للمتقين في تلك الدار ذلك جعل لهم في هذه الدار أيضاً جنات العلوم وأنهار المعارف ولهذا كانوا ﴿في مقعد صدق﴾ أي حق لا لغو فيه ولا تأثيم، ولم يقل في مجلس صدق، لأنّ القعود جلوس فيه مكث ومنه قواعد البيت والقواعد من النساء ولذا قال: ﴿عند مليك﴾ أي: ملك تام الملك ﴿مقتدر﴾ أي: قادر لا يعجزه شيء وهو الله تعالى. وعند إشارة للرتبة والكرامة والمنزلة من فضله تعالى، جعلنا الله تعالى ومحبينا منهم.
(١١/٣٣٩)
وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه ﷺ قال: «من قرأ سورة القمر في كل غبّ ـ أي يقرأ يوماً ويترك يوماً ـ بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر». حديث موضوع.
سورة الرحمن
وتسمى عروس القرآن
لأنها مجمع النعم والجمال والبهجة في نوعها والكمال مكية كلها في قول الحسن وعروة وابن الزبير وعطاء وجابر؛ وقال ابن عباس: إلا آية منها وهي: قوله تعالى: ﴿يسأله من في السموات والأرض﴾ (الرحمن: ٢٩)


الصفحة التالية
Icon