ولما ذكر تعالى أهل السعادة جعلنا الله تعالى ووالدينا ومحبينا منهم جامعاً لأصنافهم أتبعهم أهل الشقاوة لذلك بقوله تعالى: ﴿والذين كفروا﴾ أي: ستروا ما دلت عليه الأدلة ﴿وكذبوا بآياتنا﴾ أي: على مالها من العظمة بنسبتها إلينا ﴿أولئك﴾ أي: هؤلاء البعداء من كل خير ﴿أصحاب الجحيم﴾ أي: النار التي هي غاية في توقدها وفي ذلك دليل على أنّ الخلود في النار مخصوص بالكفار من حيث أن التركيب يشعر بالاختصاص، والصحبة تدل على الملازمة عرفاً، وأما غيرهم من العصاة فدخولهم فيها ليس على وجه الصحبة الدالة على الملازمة.
(١١/٤٦٨)


الصفحة التالية
Icon