وقد ذكرت في أوّل شرح المنهاج من الأحاديث ومن أقوال السلف ما يسرّ الناظر الراغب في الخير وفيما ذكرته هنا كفاية لأولي الأبصار ﴿والله﴾ أي: والحال أنّ المحيط بكل شيء علماً وقدرة ﴿بما تعملون﴾ أي: حال الأمر وغيره ﴿خبير﴾ أي: عالم بظاهره وباطنه فإن كان العلم مزيناً بالعمل بامتثال الأوامر واجتناب النواهي وتصفية الباطن كانت الرفعة على حسبه، وإن كان على غير ذلك فكذلك.
واختلف في سبب نزول قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ أي: ادعوا أنهم أوجدوا هذه الحقيقة أغنياء كانوا أو فقراء ﴿إذا ناجيتم الرسول﴾ أي: أردتم مناجاة الذي لا أكمل منه في الرسالة الآية، فقال ابن عباس: «إنّ المسلمين كانوا يكثرون المسائل على رسول الله ﷺ حتى شقوا عليه فأنزل الله تعالى هذه الآية فكف كثير من الناس». وقال الحسن: «أنّ قوماً من المسلمين كانوا يستخلون بالنبيّ ﷺ يناجونه، فظنّ بهم قوم من المسلمين أنهم ينتقصونهم في النجوى فشق عليهم ذلك فأمرهم الله تعالى بالصدقة عند النجوى ليقطعهم عن استخلائه».
(١٢/١٨)