وقرأ نافع وابن عامر: بفتح الياء والباقون بالسكون ﴿إن الله﴾ أي: الذي له الأمر كله ﴿قويّ﴾ أي: على نصر أوليائه ﴿عزيز﴾ أي: لا يغلب عليه في مراده.
ثم نهى تعالى عن موالاة أعداء الله تعالى بقوله سبحانه ﴿لا تجد﴾ أي: بعد هذا البيان ﴿قوماً﴾ أي: ناساً لهم قوة على ما يريدون ﴿يؤمنون﴾ أي: يجددون الإيمان ويديمونه ﴿بالله﴾ أي: الذي له صفات الكمال ﴿واليوم الآخر﴾ الذي هو موضع الجزاء لكل عامل بكل ما عمل الذي هو محط الحكمة ﴿يوادّون﴾ أي: يحصل منهم ودّ لا ظاهراً ولا باطناً ﴿من حادّ الله﴾ أي: عادى بالمناصبة في حدود الملك الأعلى ﴿ورسوله﴾ فإن من حادّه فقد حادّ الذي أرسله بل لا تجدهم إلا يحادّونهم لا أنهم يوادّونهم.
وزاد ذلك تأكيداً بقوله تعالى: ﴿ولو كانوا آباؤهم﴾ أي: الذين أوجب الله تعالى إلا بناء طاعتهم في المعروف، وذلك كما فعل أبو عبيدة بن الجراح حيث قتل أباه عبد الله بن الجرّاح يوم أحد ﴿أو أبناءهم﴾ أي: الذين جبلوا على محبتهم ورحمتهم، كما فعل أبو بكر «فإنه دعا ابنه يوم بدر إلى المبارزة وقال: دعني يا رسول الله أكن في الرعلة الأولى فقال له رسول الله ﷺ متعنا بنفسك يا أبا بكر أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصري» ﴿أو إخوانهم﴾ أي: الذين هم أعضادهم كما فعل مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد وخزف سعد بن أبي وقاص غير مرّة فراغ منه روغان الثعلب فنهاه النبي ﷺ عنه وقال: أتريد أن تقتل نفسك.
وقتل محمد بن سلمة الأنصاري أخاه من الرضاع كعب بن الأشرف اليهودي رأس بني النضير ﴿أو عشيرتهم﴾ أي: الذين هم أنصارهم وأمدادهم كما قتل عمر خاله العاصي وهشام بن المغيرة يوم بدر، وعلي وحمزة وعبيدة بن الحارث قتلوا يوم بدر بني عمهم عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة.
(١٢/٢٧)


الصفحة التالية
Icon