وروي أنّ حنة كانت عاقراً عجوزاً فبينما هي في ظل شجرة إذ رأت طائراً يطعم فرخه فحنت إلى الولد وتمنته فقالت: اللهمّ إن لك عليّ نذراً شكراً إن رزقتني ولداً أن أتصدّق به على بيت المقدس فيكون من خدمه فحملت، فلما أحست بالحمل قالت: يا ﴿رب إني نذرت﴾ أن أجعل ﴿لك ما في بطني محرّراً﴾ أي: عتيقاً خالصاً من شواغل الدنيا لخدمة بيتك المقدّس، وكان هذا النذر مشروعاً في عهدهم في الغلمان فقال لها زوجها: ويحك ما صنعت أرأيت إن كان ما في بطنك أنثى لا تصلح لذلك فوقعا جميعاً في همّ من ذلك وهلك عمران وحنة حامل بمريم ﴿فتقبل مني﴾ ما نذرته ﴿إنك أنت السميع﴾ لقولي ﴿العليم﴾ بنيتي.
﴿فلما وضعتها﴾ أي: ولدتها جارية والضمير لما في بطنها، وإنما أنث على المعنى؛ لأنّ ما في بطنها كان أنثى في علم الله أو على تأويل النفس أو النسمة ولم يكن يحرّر إلا الغلمان وكانت ترجو أن يكون غلاماً ولذلك نذرت تحريره ﴿قالت﴾ معتذرة يا ﴿رب إني وضعتها أنثى﴾.
(٢/٢)


الصفحة التالية
Icon