﴿يعلم﴾ أي: علمه حاصل في الماضي والحال والمآل ﴿ما﴾ أي: كل شئ ﴿في السماوات﴾ أي: كلها ﴿والأرض﴾ كذلك ﴿ويعلم﴾ أي: على سبيل الاستمرار ﴿ما تسرون﴾ أي: تخفون ﴿وما تعلنون﴾ أي: تظهرون من الكلمات والجزئيات ﴿والله﴾ أي: الذي له الإحاطة التامة ﴿عليم﴾ أي: بالغ العلم ﴿بذات﴾ أي: صاحبة ﴿الصدور﴾ من الأسرار والخواطر التي لم تبرز في الخارج سواء كان صاحب الصدر قد علمها أم لا، وعلمه لكل ذلك على حد سواء لا تفاوت فيه بين علم الخفي وعلم الجلي نبه بعمله ما في السماوات والأرض، ثم يعلم ما يسره العباد ويعلنونه، ثم بعلمه ذوات الصدور إن شيئاً من الجزئيات والكليات غير خافٍ عليه، ولا عازب عنه، ولا يجترىء على شيء مما يخالف رضاه، وتكرير العلم في معنى تكرير الوعيد، وكل ما ذكره بعد قوله: ﴿فمنكم كافر ومنكم مؤمن﴾ كما ترى في معنى الوعيد على الكفر، وإنكار أن يعصى الخالق ولا تشكر نعمته.
(١٢/١٧٩)
﴿ألم يأتكم﴾ أيها الناس ولا سيما الكفار ﴿نبأ﴾ أي: خبر ﴿الذين كفروا من قبل﴾ كقوم نوح وهود وصالح ﴿فذاقوا﴾ أي: باشروا مباشرة الذائق ﴿وبال أمرهم﴾ أي: ضرر كفرهم في الدنيا، وأصله الثقل، ومنه الوبيل لطعام يثقل على المعدة، والوابل: المطر الثقيل القطر ﴿ولهم عذاب أليم﴾ أي: مؤلم في البرزخ ثم يوم القيامة التي هي موضع الفصل الأعظم.


الصفحة التالية
Icon