يعني: فجاء على أحد الجائزين، أو لأنّ تأنيثها ليس بحقيقي وما كان كذلك جاز تذكيره. قال الشاعر:
*................... والمها... بالإثمد الحبرى مكحول*
والضمير في قوله تعالى: ﴿كان وعده مفعولاً﴾ يجوز أن يكون لله وإن لم يجر له ذكر للعلم به فيكون المصدر مضافاً لفاعله، ويجوز أن يكون لليوم فيكون مضافاً لمفعوله والفاعل وهو الله تعالى مقدّر. قال المفسرون: كان وعده بالقيامة والحساب والجزاء مفعولاً كائناً لا شك فيه ولا خلف. وقال مقاتل: كان وعده بأن يظهر دينه على الدين كله.
﴿إن هذه﴾ أي: الآيات الناطقة بالوعيد الشديد أو السورة ﴿تذكرة﴾ أي: تذكير عظيم هو أهل لأن يتعظ به، ويعتبر به المعتبر ولاسيما ما ذكر فيها لأهل الكفر من العذاب.
ولما كان سبحانه قد جعل للإنسان عقلاً يدرك به الحسن والقبيح واختياراً يتمكن به من اتباع ما يريد فلم يبق له مانع من جهة اختيار الأصلح والأحسن إلا قهر المشيئة التي لا اطلاع له عليها ولا حيلة له فيها سبب عن ذلك قوله تعالى: ﴿فمن شاء اتخذ﴾ أي: بغاية جهده ﴿إلى ربه﴾ أي: المحسن إليه خاصة لا إلى غيره ﴿سبيلاً﴾ أي: طريقاً إلى رضاه ورحمته فليرغب فقد أمكن له؛ لأنه أظهر له الحجج والدلائل. قيل: نسخت بآية السيف، وكذلك قوله تعالى: ﴿فمن شاء ذكره﴾ (المدثر: ٥٥)
قال الثعلبي: والأشبه أنه غير منسوخ.
(١٣/٢٢٢)