﴿وإذا الرسل﴾ أي: الذين أنذروا الناس ذلك اليوم فكُذبوا ﴿أقتت﴾ قال مجاهد والزجاج: المراد بهذا التأقيت تبيين الوقت الذي فيه يحضرون للشهادة على أممهم، أي: جمعت لميقات يومٍ معلومٍ وهو يوم القيامة، والوقت الأجل الذي يكون عنده الشيء المؤخر إليه، فالمعنى: جعل لها وقت أجل للفصل والقضاء بينهم وبين الأمم كقوله تعالى: ﴿يوم يجمع الله الرسل﴾ (المائدة: ١٠٩)
. وقرأ أبو عمرو بواو مضمومة والباقون بهمزة مضمومة وهما لغتان، والعرب تعاقب بين الواو والهمزة كقولهم: وكدت وأكدت.
وقوله تعالى: ﴿لأي يوم﴾ أي: عظيم متعلق بقوله تعالى: ﴿أجلت﴾ وهذه الجملة معمولة لقول مضمر أي: يقال لأي يوم أجلت، وهذا القول المضمر يجوز أن يكون جواباً لإذا وأن يكون حالاً من مرفوع.
﴿أقتت﴾ أي: مقولاً فيها لأي يوم أجلت أي: أخرت، وهذا تعظيم لذلك اليوم وتعجيب له وقوله تعالى: ﴿ليوم الفصل﴾ بيان ليوم التأجيل. وقيل: اللام بمعنى إلى، ذكره مكي. قال ابن عباس: يوم فصل الرحمن بين الخلائق كقوله تعالى: ﴿إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين﴾ (الدخان: ٤٠)
ثم أتبع هذا التعظيم تعظيماً آخر بقوله تعالى: ﴿وما أدراك ما يوم الفصل﴾ أي: ومن أين تعلم كنهه ولم تر مثله في شدّته ومهابته، وقرأ أبو عمرو وشعبة وحمزة والكسائي وابن ذكوان بخلاف عنه بالإمالة محضة، وقرأ ورش بين بين والباقون بالفتح.
(١٣/٣١١)