والحالة الثانية: أن تصير كالعهن المنفوش وهو قوله تعالى: ﴿وتكون الجبال كالعهن المنفوش﴾ (القارعة: ٥)
والحالة الثالثة: أن تصير كالهباء وهو قوله تعالى: ﴿وبست الجبال بساً فكانت هباء منبثاً﴾ (الواقعة: ٥ ـ ٦)
الحالة الرابعة: أن تنسف لأنها مع الأحوال المتقدّمة قارة في مواضعها فترسل عليها الرياح فتنسفها عن وجه الأرض، فتطيرها في الهواء وهو قوله تعالى: ﴿ويسئلونك عن الجبال قل ينسفها ربي نسفاً﴾ (طه: ١٠٥)
الحالة الخامسة: أن تصير سراباً أي: لا شيء كما يرى السراب من بعد. وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائيّ بإدغام تاء التأنيث في السين والباقون بالإظهار.
(١٣/٣٢٨)
﴿إنّ جهنم﴾ أي: النار التي تلقى أصحابها متجهمة لهم بغاية ما يكرهون ﴿كانت مرصاداً﴾ أي: ترصد الكفار أو موضع رصد يرصد فيه خزنة النار الكفار أو خزنة الجنة المؤمنين ليحرسوهم من فيحها في مرورهم عليها، وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنّ على جسر جهنم سبع محابس يسأل العبد عند أوّلها عن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن جاء بها تامّة جاز إلى الثاني فيسأل عن الصلاة، فإن جاء بها تامّة جاز إلى الثالث فيسأل عن الزكاة فإن جاء بها تامة جاز إلى الرابع فيسأل عن الصوم، فإن جاء به تاماً جاز إلى الخامس فيسأل عن الحج فإن جاء به تاماً جاز إلى السادس فيسأل عن العمرة، فإن جاء بها تامة جاز إلى السابع فيسأل عن المظالم، فإن خرج منها وإلا فيقال: انظروا إن كان له تطوّع أكملوا أعماله، فإذا فرغ انطلق به إلى الجنة.
وأما الكافر فهو مستمرّ فيها كما قال تعالى: ﴿للطاغين﴾ أي: الكافرين ﴿مآبا﴾ أي: مرجعاً يرجعون إليه.
وقرأ حمزة ﴿لابثين فيها﴾ بغير ألف بين اللام والباء الموحدة والباقون بألف وهما لغتان والأولى أبلغ قاله البيضاوي.
(١٣/٣٢٩)