. وقيل: أراد ما تكتبه الملائكة الموكلون بالعباد بأمر الله تعالى إياهم بالكتابة لقوله تعالى: ﴿وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين﴾ (الإنفطار: ١٠ ـ ١١)
والجملة اعتراض.
وقوله تعالى: ﴿فذوقوا فلن نزيدكم﴾ أي: شيئاً من الأشياء في وقت من الأوقات ﴿إلا عذاباً﴾ تسبب عن كفرهم بالحساب وتكذيبهم بالآيات، قال الرازي: وفي هذه الآية مبالغات منها لن للتأكيد ومنها الالتفات، ومنها إعادة قوله تعالى: ﴿فذوقوا﴾ بعد ذكر العذاب، قال أبو بردة: سألت النبيّ ﷺ عن أشدّ آية في القرآن؟ فقال ﷺ «قوله تعالى: ﴿فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً﴾» أي: كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب و﴿كلما خبت زدناهم سعيراً﴾.
ولما ذكر تعالى ما للكافرين أتبعه بذكر ما للمؤمنين فقال تعالى:
﴿إنّ للمتقين مفازاً﴾ أي: مكان فوز في الجنة.
وقوله تعالى: ﴿حدائق﴾ أي: بساتين فيها أنواع الأشجار المثمرة بدل من مفازاً بدل الإشمال أو البعض أو بيان له وقوله تعالى: ﴿وأعناباً﴾ أي: كروماً عطف على مفازاً.
(١٣/٣٣٢)
﴿وكواعب﴾ أي: جواري تكعب ثديهنّ جمع كاعب ﴿أتراباً﴾ أي: على سنّ واحد جمع ترب بكسر التاء وسكون الراء وقيل: الأتراب اللدات.
﴿وكأساً دهاقاً﴾ أي: خمراً مالئة محالها وفي القتال ﴿وأنهار من خمر﴾ والدهاق المترعة ودهق الحوض ملأه حتى قال: قطني، وقال ابن عباس: مترعة مملوءة. وقال عكرمة: صافية.
﴿لا يسمعون فيها﴾ أي: الجنة في وقت ما عند شرب الخمر وغيره من الأحوال ﴿لغواً﴾ أي: لغطاً يستحق أن يلغى بأن يكون ليس له معنى، وقوله تعالى: ﴿ولا كذاباً﴾ قرأه بالتخفيف الكسائي وبالتشديد الباقون، أي: تكذيباً من واحد لغيره بخلاف ما يقع في الدنيا عند شرب الخمر.