وروي عن ابن عباس أنّ النجوم قناديل معلقة بين السماء والأرض بسلاسل من نور بأيدي الملائكة عليهم السلام، فإذا مات من في السموات ومن في الأرض تساقطت تلك الكواكب من أيدي الملائكة، لأنه مات من كان يمسكها.
﴿وإذا الجبال﴾ التي هي في العالم السفلي كالنجوم في العالم العلوي، وهي أصلب ما في الأرض. ﴿سيرت﴾ أي: ذهب بها عن وجه الأرض فصارت هباء منبثاً، وصارت الأرض قاعاً صفصفاً.
﴿وإذا العشار﴾ أي: النوق الحوامل جمع عشراء كالنفاس جمع نفساء، وهي التي أتى على حملها عشرة أشهر، ثم هو اسمها إلى أن تضع لتمام السنة، وهي أنفس ما يكون عند أهلها. روي أنه ﷺ «مرّ في أصحابه بعشار من النوق فغض بصره، فقيل له: هذه أنفس أموالنا فلم لا تنظر إليها؟ فقال: قد نهاني الله عن ذلك ثم تلا: ﴿ولا تمدّنّ عينيك﴾ (الحجر: ٨٨)
الآية»
.
﴿عطلت﴾ أي: تركت مسيبة مهملة بلا راع، أو عطلها أهلها عن الحلب والصر لاشتغالهم بأنفسهم، أو السحاب عطلت عن المطر والعرب تشبه السحاب بالحامل، والأوّل على وجه المثل لأنّ في القيامة لا تكون ناقة عشراء، والمعنى: أنّ يوم القيامة بحالة لو كان للرجل ناقة عشراء لعطلها واشتغل بنفسه.
(١٣/٣٦٩)
﴿وإذا الوحوش﴾ أي: دواب الأرض التي لا تأنس بأحد التي تظن أنها لا عبرة بها ولا التفات إليها فما ظنك بغيرها ﴿حشرت﴾ أي: جمعت بعد البعث ليقتص لبعضها من بعض ثم تصير تراباً. قال قتادة: يحشر كل شيء حتى الذباب للقصاص. وقيل: إذا قضي بينها ردّت تراباً فلا يبقى منه إلا ما فيه سرور لبني آدم وإعجاب بصورته كالطاووس ونحوه. وعن ابن عباس حشرها موتها، يقال إذا أجحفت السنة بالناس وأموالهم: حشرتهم السنة.


الصفحة التالية
Icon