وقرأ ﴿وإذا البحار سجرت﴾ أي: على كثرتها ابن كثير وأبو عمرو بتخفيف الجيم والباقون بتشديدها. قال ابن عباس: أوقدت فصارت ناراً تضطرم. وقال مجاهد: فجر بعضها في بعض العذب والملح، فصارت البحار كلها بحراً واحداً. وقال القشيري: يرفع الله تعالى الحاجز الذي ذكره، فإذا رفع ذلك البزرخ تفجرت مياه البحار فعمت الأرض كلها وصارت بحراً واحداً. وروى أبو العالية عن أبيّ بن كعب قال: ست آيات قبل يوم القيامة بينما الناس في أسواقهم؛ إذ ذهب ضوء الشمس، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على الأرض فتحرّكت واضطربت وفزعت الجنّ إلى الإنس والإنس إلى الجنّ، واختلطت الدواب والطير والوحش، وماج بعضهم في بعض فذلك قوله تعالى: ﴿وإذا الوحوش حشرت﴾ أي: اختلطت ﴿وإذا البحار سجرت﴾ قال الجنّ للإنس: نحن نأتيكم بالخبر، فانطلقوا إلى البحر، فإذا هو نار تتأجج. قال: فبينما هم كذلك إذ تصدّعت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى، وإلى السماء السابعة العليا، فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فأماتتهم. وعن ابن عباس قال: هي اثنتا عشرة خصلة ستة في الدنيا وستة في الآخرة، وهي ما ذكر من بعد.
(١٣/٣٧٠)
﴿وإذا النفوس﴾ أي: من كل ذي نفس من الناس وغيرهم ﴿زوّجت﴾ أي: قرنت بأجسادها، وروي أنّ عمر سئل عن هذه الآية، فقال: يقرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة، ويقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار. وقال الحسن وقتادة: ألحق كل امرىء بشيعته، اليهود باليهود والنصارى بالنصارى. وقال عطاء: زوّجت نفوس المؤمنين بالحور العين، وقرنت نفوس الشياطين بالكافرين.


الصفحة التالية
Icon