﴿بل بدا لهم﴾ أي: ظهر لهم ﴿ما كانوا يخفون من قبل﴾ للإضراب عن إرادة الإيمان المفهوم من التمني والمعنى: أنهم ظهر لهم ما كانوا يخفون من نفاقهم وقبائح أعمالهم فتمنوا ذلك ضجراً لا عزماً على أنهم لو ردّوا لآمنوا كما قال تعالى: ﴿ولو ردّوا﴾ إلى الدنيا أي: لو فرض ذلك بعد الوقوف والظهور ﴿لعادوا لما نهوا عنه﴾ من الكفر والمعاصي ﴿وإنهم لكاذبون﴾ في قولهم: لو رددنا إلى الدنيا لم نكذب بآيات ربنا وكنا من المؤمنين.
﴿وقالوا إن﴾ أي: ما ﴿هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين﴾ كما كانوا يقولون قبل معاينة القيامة، ويجوز أن يعطف على قوله: وإنهم لكاذبون على معنى وإنهم لقوم كاذبون في كل شيء وهم الذين قالوا: إن هي إلا حياتنا وكفى به دليلاً على كذبهم.
﴿ولو ترى﴾ يا محمد ﴿إذ وقفوا﴾ أي: عرضوا ﴿على ربهم﴾ لرأيت أمراً عظيماً ﴿قال﴾ لهم على لسان الملائكة توبيخاً ﴿أليس هذا﴾ البعث والحساب ﴿بالحق﴾ وقوله تعالى: ﴿قالوا بلى وربنا﴾ إقرار مؤكد باليمين لانجلاء الأمر غاية الانجلاء ﴿قال فذوقوا العذاب﴾ أي: الذي كنتم به توعدون ﴿بما كنتم تكفرون﴾ أي: بسبب كفركم وجحودكم البعث.
(١٥/١٦٩)


الصفحة التالية
Icon