وروي أنّ رسول الله ﷺ قال: «لتؤدّن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من القرناء».
﴿والذين كذبوا بآياتنا﴾ أي: القرآن ﴿صم﴾ عن سماعها سماع قبول ﴿وبكم﴾ عن النطق بالحق ﴿في الظلمات﴾ أي: في ضلالات الكفر ﴿من يشأ الله﴾ إضلاله ﴿يضلله ومن يشأ﴾ هدايته ﴿يجعله على صراط مستقيم﴾ هو دين الإسلام وهو دليل واضح لأهل السنة على المعتزلة في قولهم: إنهما من العبد كما مرّ.
(١٥/١٧٦)
﴿قل﴾ يا محمد لأهل مكة، وقوله تعالى: ﴿أرأيتكم﴾ استفهام تعجيب والكاف حرف خطاب أي: أخبروني ﴿إن أتاكم عذاب الله﴾ أي: في الدنيا كما أتى من قبلكم من الغرق أو الخسف والمسخ والصواعق ونحو ذلك من العذاب ﴿أو أتتكم الساعة﴾ أي: القيامة المشتملة على العذاب ﴿أغير الله تدعون﴾ في كشف العذاب عنكم ﴿إن كنتم صادقين﴾ أنّ الأصنام آلهة وجواب الاستفهام محذوف أي: فادعوه وهو تبكيت لهم.
﴿بل إياه تدعون﴾ أي: تخصونه بالدعاء كما حكى الله تعالى ذلك عنهم في موضع كما في قوله تعالى: ﴿وإذا مس الإنسان الضرّ دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً﴾ (يونس، ١٢) الآية ﴿فيكشف ما تدعون إليه﴾ أي: ما تدعون إلى كشفه ﴿إن شاء﴾ كشفه في الدنيا تفضلاً عليكم كما هو عادته معكم في وقت شدائدكم ولكنه لا يشاء كشفه في الآخرة لأنه لا يبدّل القول لديه وإن كان له أن يفعل ما يشاء ﴿وتنسون﴾ أي: تتركون في تلك الأوقات دائماً ﴿ما تشركون﴾ معه من الأصنام فلا تدعونها لعلمكم أنها لا تضرّ ولا تنفع.
﴿ولقد أرسلنا﴾ رسلاً ﴿إلى أمم من قبلك﴾ أي: قبلك ومن مزيدة فكذبوهم ﴿فأخذناهم بالبأساء﴾ أي: شدّة الفقر ﴿والضرّاء﴾ أي: الأمراض والأوجاع وهما صفتا تأنيث لا مذكر لهم ﴿لعلهم يتضرّعون﴾ أي: يتذللون ويتوبون عن ذنوبهم فيؤمنون.


الصفحة التالية
Icon