﴿فكلوا مما ذكر اسم الله عليه﴾ مسبب عن إنكار اتباع المضلين الذين يحرّمون الحلال ويحللون الحرام والمعنى: كلوا مما ذكر اسم الله تعالى على ذبحه ولا تأكلوا مما ذكر عليه اسم غيره تعالى أو مات حتف أنفه ﴿إن كنتم بآياته مؤمنين﴾ أي: إن كنتم محققين الإيمان فكلوا مما ذكر اسم الله عليه فإنّ الإيمان يقتضي استباحة ما أحله الله تعالى واجتناب ما حرمه.
(١٥/٢٤٧)
﴿وما لكم﴾ أي: أيّ غرض لكم في ﴿أن لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه﴾ من الذبائح ﴿وقد فصل﴾ أي: بين ﴿لكم ما حرّم عليكم﴾ أي: مما لم يحرم في آية حرمت عليكم الميتة تفصيلاً واضح البيان ظاهر البرهان، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم الفاء وكسر الصاد والباقون بفتحهما، وقرأ نافع وحفص بفتح الحاء والراء والباقون بضم الحاء وكسر الراء ﴿إلا ما اضطررتم إليه﴾ أي: مما حرم عليكم فإنه أيضاً حلال حال الضرورة ﴿وإنّ كثيراً﴾ من الذين يجادلونكم في أكل الميتة ويحتجون عليكم في ذلك بقولهم: كيف تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل ربكم ﴿ليضلون بأهوائهم﴾ أي: بما تهوى أنفسهم من تحليل الميتة وغيرها، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بضم الياء والباقون بفتحها ﴿بغير علم﴾ يعتمدونه في ذلك، وقيل: المراد بذلك عمرو بن لحي فمن دونه من المشركين لأنه أوّل من بحر البحائر وسيب السوائب وأباح الميتة وغير دين إبراهيم ﷺ ﴿إن ربك هو أعلم بالمعتدين﴾ أي: الذين تجاوزوا الحق إلى الباطل والحرام إلى الحلال.


الصفحة التالية
Icon