﴿وهو الذي أنشأ﴾ أي: خلق ﴿جنات﴾ أي: بساتين ﴿معروشات﴾ أي: مبسوطات على الأرض كالبطيخ والقثاء ﴿وغير معروشات﴾ بأن ارتفعت على ساق كالنخل وشجر الرمان، وقال الضحاك: كلاهما في الكرم خاصة لأنّ منه ما يعرش بأن يبقى على وجه الأرض منبسطاً ومنه ما لم يعرش بأن يرتفع على ساق، وقيل: المعروشات ما عرشه الناس في البساتين، واهتموا به فعرشوه من كرم وغيره، وغير المعروشات هو ما أنبته الله تعالى في البراري والجبال من كرم أو شجر ﴿و﴾ أنشأ ﴿النخل والزرع مختلفاً أكله﴾ أي: ثمره وحبه في الهيئة والطعم منها الحلو والحامض والجيد والرديء، والضمير للزرع والباقي مقيس عليه، أو للنخل والزرع داخل في حكمه لكونه معطوفاً عليه، أو للجميع على تقدير كل ذلك أو كل واحد منها، ومختلفاً حال مقدرة لأنه لم يكن كذلك عند الإنشاء، وقرأ نافع وابن كثير بجزم الكاف، والباقون بالرفع ﴿والزيتون والرمان متشابهاً﴾ أي: ورقهما ﴿وغير متشابه﴾ أي: في طعمهما، وقيل: متشابهين في المنظر مختلفين في الطعم.
(١٥/٢٦٣)


الصفحة التالية
Icon