دلت الحال
وكذلك الشرط في صحة رأيت أسدا وأنت تريد المقدام إن لم تقم حال دالة لم يصح
فإن قلت هب ان شراء الضلالة بالهدى وقع مجازا في معنى الاستبدال فما معنى ذكر الربح والتجارة كأن ثم مبايعة على الحقيقة قلت هذا من الصنعة البديعة التى تبلغ بالمجاز الذروة العليا وهو ان تساق كلمة مساق المجاز ثم تقفى بأشكال لها وأخوات اذا تلاحقن لم تر كلاما احسن منه ديباجة واكثر ماء ورونقا وهو المجاز المرشح
وذلك نحو قول العرب في البليد كان أذني قلبه خطلا وان جعلوه كالحمار ثم رشحوا ذلك روما لتحقيق البلادة فادعوا لقلبه أذنين وادعوا لهما الخطل ليمثلوا البلادة تمثيلا يلحقها ببلادة الحمار مشاهدة معاينة
ونحوه
( ولما رأيت النسر عز ابن دأية % وعشش في وكريه جاش له صدري )
لما شبه الشيب بالنسر والشعر الفاحم بالغراب أتبعه ذكر التعشيش والوكر
ونحوه قول بعض فتاكهم في امه
( فما أم الردين وإن أدلت % بعالمة بأخلاق الكرام )
( إذا الشيطان قصع في قفاها % تنفقناه بالحبل التوام )
أي اذا دخل الشيطان في قفاها استخرجناه من نافقائه بالحبل المثنى المحكم
يريد اذا حردت وأساءت الخلق اجتهدنا في إزالة غضبها وإماطة ما يسوء من خلقها استعار التقصيع اولا ثم ضم اليه التنفق ثم الحبل التوام
فكذلك لما ذكر سبحانه الشراء اتبعه ما يشاكله ويواخيه وما يكمل ويتم بانضمامه اليه تمثيلا لخسارهم وتصويرا لحقيقته
فإن قلت فما معنى قوله
! ٢ < فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين > ٢ !
قلت معناه ان الذي يطلبه التجار في متصرفاتهم شيئان سلامة رأس المال والربح
وهؤلاء قد أضاعوا الطلبتين معا لأن رأس مالهم كان هو الهدى فلم يبق لهم مع الضلالة
وحين لم يبق في أيديهم الا الضلالة لم يوصفوا بإصابة الربح وإن ظفروا بما ظفروا به من الأغراض الدنيوية لأن الضال خاسر دامر ولأنه لا يقال لمن لم يسلم له رأس