( لدى أسد شاكى السلاح مقذف % له لبد أظفاره لم تقلم )
ومن ثم ترى المفلقين السحرة منهم كانهم يتناسون التشبيه ويضربون عن توهمه صفحا
قال ابو تمام
( ويصعد حتى يظن الجهول % بان له حاجة في السماء )
وبعضهم
( لا تحسبوا ان في سرباله رجلا % ففيه غيث وليث مسبل مشبل )
وليس لقائل ان يقول طوى ذكرهم عن الجملة بحذف المبتدأ فأتسلق بذلك الى تسميته استعارة لأنه في حكم المنطوق به نظيره قول من يخاطب الحجاج
( أسد علي وفي الحروب نعامة % فتخاء تنفر من صفير الصافر )
ومعنى
! ٢ < لا يرجعون > ٢ !
أنهم لا يعودون الى الهدى بعد ان باعوه او عن الضلالة بعد ان اشتروها تسجيلا عليهم بالطبع أو أراد أنهم بمنزلة المتحيرين الذين بقوا جامدين في مكانهم لا يبرحون ولا يدرون أيتقدمون ام يتأخرون وكيف يرجعون إلى حيث ابتدءوا منه
أو كصيب من السمآء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم فىءاذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف أبصارهم كلمآ أضآء لهم مشوا فيه وإذآ أظلم عليهم قاموا ولو شآء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شىء قدير - ٢٠
< < البقرة :( ١٩ ) أو كصيب من..... > > ثم ثنى الله سبحانه في شأنهم بتمثيل آخر ليكون كشفا لحالهم بعد كشف وايضاحا غب إيضاح
وكما يجب على البليغ في مظان الإجمال والايجاز ان يجمل ويوجز فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل والاشباع ان يفصل ويشبع
أنشد الجاحظ
( يوحون بالخطب الطوال وتارة % وحي الملاحظ خيفة الرقباء )
ومما ثنى من التمثيل في التنزيل قوله
! ٢ < وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات > ٢ ! فاطر ٢١ وألا ترى الى ذي الرمة كيف صنع في قصيدته

__________


الصفحة التالية
Icon