والسباحة والمهللة والدعاءة
فإن قلت فهلا ذكر بعض هذه الكنايات قلت هي ألفاظ مستحدثة لم يتعارفها الناس في ذلك العهد وإنما احدثوها بعد
وقوله
! ٢ < من الصواعق > ٢ !
متعلق بيجعلون أي من اجل الصواعق يجعلون أصابعهم في آذانهم كقولك سقاه من العيمة
والصاعقة قصفة رعد تنقض معها شقة من نار قالوا تنقدح من السحاب اذا اصطكت أجرامه وهي نار لطيفة حديدة
لا تمر بشيء الا اتت عليه الا انها مع حدتها سريعة الخمود
يحكى انها سقطت على نخلة فأحرقت نحو النصف ثم طفئت
ويقال صعقته الصاعقة اذا اهلكته فصعق أي مات إما بشدة الصوت أو بالاحراق ومنه قوله تعالى
! ٢ < وخر موسى صعقا > ٢ ! الأعراف ١٤٣
وقرأ الحسن ( من الصواقع ) وليس بقلب للصواعق لأن كلا البنائين سواء في التصرف واذا استويا كان كل واحد بناء على حياله
الا تراك تقول صقعه على رأسه وصقع الديك وخطيب مصقع مجهر بخطبته ونظيره جبذ في جذب ليس بقلبه لاستوائهما في التصرف وبناؤها إما ان يكون صفة لقصفة الرعد او للرعد والتاء مبالغة كما في الراوية او مصدرا كالكاذبة والعافية
وقرأ ابن أبي ليلى حذار الموت وانتصب على انه مفعول له كقوله
( واغفر عوراء الكريم ادخاره % )
والموت فساد بنية الحيوان وقيل عرض لا يصح معه احساس معاقب للحياة
وإحاطة الله بالكافرين مجاز والمعنى انهم لا يفوتونه كما لا يفوت المحاط به المحيط به حقيقة
وهذه الجملة اعتراض لا محل لها والخطف الأخذ بسرعة وقرأ مجاهد يخطف بكسر الطاء والفتح أفصح وأعلى وعن ابن مسعود يختطف وعن الحسن يخطف بفتح الياء والخاء وأصله يختطف
وعنه يخطف بكسرهما على اتباع الياء الخاء
وعن زيد بن علي يخطف من خطف وعن أبي يتخطف من قوله
^ وتخطف الناس من حولهم ^ العنكبوت ٦٧
! ٢ < كلما أضاء لهم > ٢ !
استئناف ثالث كأنه جواب لمن يقول كيف يصنعون في تارتي خفوق البرق وخفيته وهذا تمثيل لشدة الأمر على المنافقين بشدته على أصحاب الصيب وما هم فيه من غاية التحير والجهل بما يأتون

__________


الصفحة التالية
Icon