وما يذرون اذا صادفوا من البرق خفقة مع خوف ان يخطف أبصارهم انتهزوا تلك الخفقة فرصة فخطوا خطوات يسيرة فاذا خفى وفتر لمعانه بقوا واقفين متقيدين عن الحركة ولو شاء الله لزاد في قصيف الرعد فأصمهم او في ضوء البرق فأعماهم
وأضاء إما متعد بمعنى كلما نور لهم ممشى ومسلكا أخذوه والمفعول محذوف
وإما غير متعد بمعنى كلما لمع لهم
! ٢ < مشوا > ٢ !
في مطرح نوره وملقى ضوئه
ويعضده قراءة ابن أبي عبلة كلما ضاء لهم والمشي جنس الحركة المخصوصة فاذا اشتد فهو سعي فاذا ازداد فهو عدو فإن قلت كيف قيل مع الاضاءة كلما ومع الإظلام اذا قلت لأنهم حراص على وجود ما همهم به معقود من إمكان المشي وتأتيه فكلما صادفوا منه فرصة انتهزوها وليس كذلك التوقف والتحبس
وأظلم يحتمل ان يكون غير متعد وهو الظاهر وأن يكون متعديا منقولا من ظلم الليل وتشهد له قراءة يزيد بن قطيب أظلم على ما لم يسم فاعله
وجاء في شعر حبيب بن أوس
^ هما أظلما حالي ثمت أجليا % ظلاميهما عن وجه امرد أشيب ^
وهو وإن كان محدثا لا يستشهد بشعره في اللغة فهو من علماء العربية فاجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه
ألا ترى الى قول العلماء الدليل عليه بيت الحماسة فيقتنعون بذلك لوثوقهم بروايته وإتقانه
ومعنى
! ٢ < قاموا > ٢ !
وقفوا وثبتوا في مكانهم
ومنه قامت السوق اذا ركدت وقام الماء جمد ومفعول
! ٢ < شاء > ٢ !
محذوف لأن الجواب يدل عليه والمعنى ولو شاء الله ان يذهب بسمعهم وأبصارهم لذهب بها ولقد تكاثر هذا الحذف في شاء وأراد لا يكادون يبرزون المفعول الا في الشيء المستغرب كنحو قوله
( فلو شئت ان أبكي دما لبكيته % )
وقوله تعالى
! ٢ < لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا > ٢ ! الأنبياء ١٧
! ٢ < لو أراد الله أن يتخذ ولدا > ٢ ! الزمر ٤
وأراد ولو شاء الله لذهب بسمعهم بقصيف الرعد وأبصارهم بوميض البرق
وقرأ ابن أبي عبلة لأذهب بأسماعهم بزيادة الباء كقوله
! ٢ < ولا تلقوا بأيديكم > ٢ ! البقرة ١٩٥
والشيء ما صح ان يعلم ويخبر عنه قال سيبويه في ساقة الباب المترجم بباب مجاري أواخر الكلم من العربية وإنما يخرج