( يا تيم تيم عدي لا أبالكم )
تيما الثاني بين الأول وما أضيف اليه وكإقحامهم لام الإضافة بين المضاف والمضاف اليه في لا أبالك ولعل للترجي او الإشفاق
تقول لعل زيدا يكرمني ولعله يهينني
وقال الله تعالى
! ٢ < لعله يتذكر أو يخشى > ٢ ! طه ٤٤
^ ولعل الساعة قريب ^ الشورى ١٧ ألا ترى إلى قوله
! ٢ < والذين آمنوا مشفقون منها > ٢ ! الشورى ١٨ وقد جاءت على سبيل الاطماع في مواضع من القرآن ولكن لأنه إطماع من كريم رحيم اذا أطمع فعل ما يطمع فيه لا محالة لجري اطماعه مجرى وعده المحتوم وفاؤه به قال من قال ان ( لعل ) بمعنى كي ولعل لا تكون بمعنى كي
ولكن الحقيقة ما ألقيت اليك وأيضا فمن ديدن الملوك وما عليه اوضاع أمرهم ورسومهم أن يقتصروا في مواعيدهم التي يوطنون أنفسهم على انجازها على أن يقولوا عسى ولعل ونحوهما من الكلمات او يخيلوا إخالة
أو يظفر منهم بالرمزة او الابتسامة او النظرة الحلوة فإذا عثر على شيء من ذلك منهم لم يبق للطالب ما عندهم شك في النجاح والفوز بالمطلوب
فعلى مثله ورد كلام مالك الملوك ذي العز والكبرياء
او يجيء على طريق الإطماع دون التحقيق لئلا يتكل العباد كقوله
! ٢ < يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم > ٢ ! التحريم ٨
فإن قلت ف لعل ) التي في الآية ما معناها وما موقعها قلت ليست مما ذكرناه في شيء لأن قوله
! ٢ < خلقكم > ٢ !
! ٢ < لعلكم تتقون > ٢ !
لا يجوز أن يحمل على رجاء الله تقواهم لان الرجاء لا يجوز على عالم الغيب والشهادة وحمله على ان يخلقهم راجين للتقوى ليس بسديد أيضا
ولكن ( لعل ) واقعة في الآية موقع المجاز لا الحقيقة لأن الله عز وجل خلق عباده ليتعبدهم بالتكليف وركب فيهم العقول والشهوات وأزاح العلة في أقدارهم وتمكينهم وهداهم النجدين ووضع في أيديهم زمام الاختيار وأراد منهم الخير والتقوى
فهم في صورة المرجو منهم أن يتقوا يترجح أمرهم وهم مختارون بين الطاعة والعصيان كما ترجحت

__________


الصفحة التالية
Icon