ذهب في هذه القراءة الا الى هذا الوجه وهو المطابق لفصاحته
وانتصب
! ٢ < بعوضة > ٢ !
بأنها عطف بيان لمثلا او مفعول ليضرب و
! ٢ < مثلا > ٢ !
حال عن النكرة مقدمة عليه او انتصبا مفعولين فجرى ( ضرب ) مجرى ( جعل ) واشتقاق البعوض من البعض وهو القطع كالبضع والعضب يقال بعضه البعوض وانشد
( لنعم البيت بيت أبي دثار % اذا ما خاف بعض القوم بعضا )
ومنه بعض الشيء لأنه قطعه منه والبعوض في اصله صفة على فعول كالقطوع فغلبت وكذلك الخموش
! ٢ < فما فوقها > ٢ !
فيه معنيان احدهما فما تجاوزها وزاد عليها في المعنى الذي ضربت فيه مثلا وهو القلة والحقارة نحو قولك لمن يقول فلان أسفل الناس وانذلهم هو فوق ذاك تريد هو أبلغ واعرق فيما وصف به من السفالة والنذالة
والثاني فما زاد عليها في الحجم كانه قصد بذلك رد ما استنكروه من ضرب المثل بالذباب والعنكبوت لأنهما أكبر من البعوضة كما تقول لصاحبك وقد ذم من عرفته يشح بأدنى شيء فقال فلان بخل بالدرهم والدرهمين هو لا يبالي ان يبخل بنصف درهم فما فوقه تريد بما فوقه ما بخل فيه وهو الدرهم والدرهمان كانك قلت فضلا عن الدرهم والدرهمين ونحوه في الاحتمالين ما سمعناه في صحيح مسلم عن إبراهيم عن الأسود قال
٢٨ دخل شباب من قريش على عائشة رضي الله عنها وهي بمنى وهم يضحكون فقالت ما يضحككم قالوا فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه او عينه ان تذهب فقالت لا تضحكوا
إني سمعت رسول الله ﷺ قال ( ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها الا كتبت له بها درجة ومحيت بها عنه خطيئة )
(١) يحتمل فما عدا الشوكة وتجاوزها في القلة وهي نحو نخبة النملة في قوله عليه الصلاة والسلام

__________
١-


الصفحة التالية
Icon