ما عدده آيات وهي مع كونها آيات من اعظم النعم
( قبلكم ) لأجلكم ولانتفاعكم به في دنياكم ودينكم أما الانتفاع الدنيوي فظاهر واما الانتفاع الديني فالنظر فيه وما فيه من عجائب الصنع الدالة على الصانع القادر الحكيم وما فيه من التذكير بالآخرة وبثوابها وعقابها لاشتماله على أسباب الأنس واللذة من فنون المطاعم والمشارب والفواكه والمناكح والمراكب والمناظر الحسنة البهية وعلى أسباب الوحشة والمشقة من انواع المكاره كالنيران والصواعق والسباع والأحناش والسموم والغموم والمخاوف
وقد استدل بقوله
! ٢ < خلق لكم > ٢ !
على ان الأشياء التى يصح ان ينتفع بها ولم تجري مجرى المحظورات في العقل خلقت في الأصل مباحة مطلقا لكل احد ان يتناولها ويستنفع بها
فإن قلت هل لقول من زعم ان المعنى خلق لكم الأرض وما فيها وجه صحة قلت إن أراد بالأرض الجهات السفلية دون الغبراء كما تذكر السماء وتراد الجهات العلوية جاز ذلك فإن الغبراء وما فيها واقعة في الجهات السفلية
! ٢ < جميعا > ٢ !
نصب على الحال من الموصول الثاني والاستواء الاعتدال والاستقامة يقال استوى العود وغيره إذا قام واعتدل ثم قيل استوى اليه كالسهم المرسل اذا قصده قصدا مستويا من غير ان يلوي على شيء ومنه استعير قوله
! ٢ < ثم استوى إلى السماء > ٢ !
أي قصد اليها بإرادته ومشيئته بعد خلق ما في الأرض من غير ان يريد فيما بين ذلك خلق شيء آخر
والمراد بالسماء جهات العلو كانه قيل ثم استوى الى فوق والضمير في
! ٢ < فسواهن > ٢ !
ضمير مبهم
! ٢ < سبع سماوات > ٢ !
تفسيره كقولهم ربه رجلا وقيل الضمير راجع الى السماء والسماء في معنى الجنس وقيل جمع سماءة والوجه العربي هو الأول
ومعنى تسويتهن تعديل خلقهن وتقديمه واخلاؤه من العوج والفطور أو إتمام خلقهن
^ وهو بكل شيء عليم ^
فمن ثم خلقهن خلقا مستويا محكما من غير تفاوت مع خلق ما في الأرض على حسب حاجات اهلها ومنافعهم ومصالحهم فإن قلت ما فسرت به

__________


الصفحة التالية
Icon