قوله
! ٢ < والله أعلم بما وضعت > ٢ !
من التعظيم للموضوع والرفع منه ومعناه وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت لها واللام فيهما للعهد فإن قلت علام عطف قوله
! ٢ < وإني سميتها مريم > ٢ !
قلت هو عطف على إني وضعتها أنثى وما بينهما جملتان معترضتان كقوله تعالى
! ٢ < وإنه لقسم لو تعلمون عظيم > ٢ ! الواقعة ٧٦ فإن قلت فلم ذكرت تسميتها مريم لربها قلت لأن مريم في لغتهم بمعنى العابدة فأرادت بذلك التقريب والطلب اليه أن يعصمها حتى يكون فعلها مطابقا لاسمها وان يصدق فيها ظنها بها
ألا ترى كيف أتبعته طلب الاعاذة لها ولولدها من الشيطان وإغوائه وما يروى من الحديث
١٦٨ ( ما من مولود يولد الا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان اياه الا مريم وابنها )
(١) فالله أعلم بصحته
فإن صح فمعناه ان كل مولود يطمع الشيطان في إغوائه الا مريم وابنها فإنهما كانا معصومين وكذلك كل من كان في صفتهما كقوله تعالى
! ٢ < لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين > ٢ ! الحجر ٤٠ - ٤١ واستهلاله صارخا من مسه تخييل وتصوير لطمعه فيه كأنه يمسه ويضرب بيده عليه ويقول هذا ممن أغويه ونحوه من التخييل قول ابن الرومي
( لما تؤذن الدنيا به من صروفها % يكون بكاء الطفل ساعة يولد )
وأما حقيقة المس والنخس كما يتوهم أهل الحشو فكلا ولو سلط إبليس على

__________
١-


الصفحة التالية
Icon