حال الرخاء واليسر وحال الضيقة والعسر لا يخلون بأن ينفقوا في كلتا الحالتين ما قدروا عليه من كثير او قليل كما حكى عن بعض السلف انه ربما تصدق ببصلة وعن عائشة رضي الله عنها انها تصدقت بحبة عنب او في جميع الأحوال لأنها لا تخلو من حال مسرة ومضرة لا تمنعهم حال فرح وسرور ولا حال محنة وبلاء من المعروف وسواء عليهم كان الواحد منهم في عرس أو في حبس فإنه لا يدع الإحسان
وافتتح بذكر الانفاق لأنه أشق شيء على النفس وأدله على الاخلاص ولأنه كان في ذلك الوقت أعظم الأعمال للحاجة اليه في مجاهدة العدو ومواساة فقراء المسلمين
كظم القربة اذا ملأها وشد فاها وكظم البعير اذا لم يجتر ومنه كظم الغيظ وهو ان يمسك على ما في نفسه منه بالصبر ولا يظهر له أثرا وعن النبي ﷺ
٢٠٧ ( من كظم غيظا وهو يقدر على انفاذه ملأ الله قلبه أمنا وايمانا ) (١) + وعن ابن عيينة أنه رواه للرشيد وقد غضب على رجل فخلاه وعن النبي ﷺ
٢٠٩ ( إن هؤلاء في امتي قليل الا من عصم الله وقد كانوا كثيرا في الأمم التى مضت )
+ +

__________
١-
وعن عائشة رضي الله عنها ان خادما لها غاظها فقالت لله در التقوى ما تركت لذي غيظ شفاء
! ٢ < والعافين عن الناس > ٢ !
اذا جنى عليهم احد لم يؤاخذوه وروي
٢٠٨ ( ينادي مناد يوم القيامة أين الذين كانت أجورهم على الله فلا يقوم الا من عفا )


الصفحة التالية
Icon