جعلت معصية العصاة خيانة منهم لأنفسهم كما جعلت ظلما لها لأن الضرر راجع اليهم
فإن قلت لم قيل
! ٢ < للخائنين > ٢ ! و
! ٢ < يختانون أنفسهم > ٢ !
وكان السارق طعمة وحده قلت لوجهين احدهما ان بني ظفر شهدوا له بالبراءة ونصروه فكانوا شركاء له في الاثم والثاني انه جمع ليتناول طعمة وكل من خان خيانته فلا تخاصم لخائن قط ولا تجادل عنه
فإن قلت لم قيل
! ٢ < خوانا أثيما > ٢ !
على المبالغة قلت كان الله عالما من طعمة بالإفراط في الخيانة وركوب المآثم ومن كانت تلك خاتمة امره لم يشك في حاله
وقيل اذا عثرت من رجل على سيئة فاعلم ان لها أخوات
وعن عمر رضي الله عنه أنه امر بقطع يد سارق فجاءت أمه تبكي وتقول هذه أول سرقة سرقها فاعف عنه فقال كذبت ان الله لا يؤاخذ عبده في اول مرة
! ٢ < يستخفون > ٢ !
يستترون
! ٢ < من الناس > ٢ !
حياء منهم وخوفا من ضررهم
! ٢ < ولا يستخفون من الله > ٢ !
ولا يستحيون منه
! ٢ < وهو معهم > ٢ !
وهو عالم بهم مطلع عليهم لا يخفى عليهم خاف من سرهم وكفي بهذه الآية ناعية على الناس ما هم من قلة الحياء والخشية من ربهم مع علمهم إن كانوا مؤمنين أنهم في حضرته لا سترة ولا غفلة ولا غيبة وليس الا الكشف الصريح والافتضاح
! ٢ < يبيتون > ٢ !
يدبرون ويزورون وأصله ان يكون بالليل
! ٢ < ما لا يرضى من القول > ٢ !
وهو تدبير طعمة ان يرمي بالدرع في دار زيد ليسرق دونه ويحلف ببراءته
فإن قلت كيف سمى التدبير قولا وإنما هو معنى في النفس قلت لما حدث بذلك نفسه سمي قولا على المجاز ويجوز ان يراد بالقول الحلف الكاذب الذي حلف به بعد ان بيته وتوريكه الذنب على اليهودي
^ هاأنتم هؤلاء ^
ها للتنبيه في انتم واولاء وهما مبتدأ وخبر و
! ٢ < جادلتم > ٢ !
جملة مبينة لوقوع أولاء خبرا كما تقول لبعض الأسخياء انت حاتم تجود بمالك وتؤثر على نفسك ويجوز ان يكون ( أولاء ) اسما موصولا بمعنى الذين وجادلتم صلته والمعنى هبوا انكم خاصمتم عن طعمة وقومه في الدنيا فمن يخاصم عنهم في الآخرة اذا أخذهم الله بعذابه وقرا عبد الله ( عنه ) أي عن طعمة
! ٢ < وكيلا > ٢ !
حافظا ومحاميا من بأس الله وانتقامه
! ٢ < ومن يعمل سوءا > ٢ !
قبيحا متعديا يسوء به غيره كما فعل طعمة بقتادة واليهودي
! ٢ < أو يظلم نفسه > ٢ !
بما يختص به