فأخذ ينكت الأرض بقضيبه ثم قال لقد أخذتها من عين صافية او من معدنها
قال الكلبي فقلت له ما اردت الى ان تقول حدثني محمد بن علي ابن الحنفية
قال أردت ان اغيظه يعني بزيادة اسم علي لأنه مشهور بابن الحنفية
وعن ابن عباس أنه فسره كذلك فقال له عكرمة فإن اتاه رجل فضرب عنقه قال لا تخرج نفسه حتى يحرك بها شفتيه
قال وإن خر من فوق بيت او احترق او اكله سبع قال يتكلم بها في الهواء ولا تخرج روحه حتى يؤمن به
وتدل عليه قراءة أبي ( إلا ليؤمنن به قبل موتهم ) بضم النون على معنى وإن منهم أحد الا سيؤمنون به قبل موتهم لأن أحدا يصلح للجمع
فإن قلت ما فائدة الإخبار بإيمانهم بعيسى قبل موتهم قلت فائدته الوعيد وليكون علمهم بأنهم لا بد لهم من الإيمان به عن قريب عند المعاينة وان ذلك لا ينفعهم بعثا لهم وتنبيها على معالجة الإيمان به في أوان الانتفاع به وليكون إلزاما للحجة عليهم وكذلك قوله
^ ^ ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ^
يشهد على اليهود بأنهم كذبوه وعلى النصارى بأنهم دعوه ابن الله
وقيل الضميران لعيسى بمعنى وإن منهم أحد إلا ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى وهم أهل الكتاب الذين يكونون في زمان نزوله روي
٣٢٧ أنه ينزل من السماء في آخر الزمان فلا يبقى أحد من أهل الكتاب الا يؤمن به حتى تكون الملة واحدة وهي ملة الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال وتقع الأمنة حتى ترتع الأسود مع الإبل والنمور مع البقر والذئاب مع الغنم

__________


الصفحة التالية
Icon