أي قصتهم وحديثهم في ذلك الوقت ويجوز ان يكون بدلا من النبأ أي اتل عليهم النبأ نبأ ذلك الوقت على تقدير حذف المضاف
والقربان اسم ما يتقرب به الى الله من نسيكة او صدقة كما ان الحلوان اسم ما يحلى أي يعطى
يقال قرب صدقة وتقرب بها لأن تقرب مطاوع قرب قال الأصمعي تقربوا قرب القمع فيعدى بالباء حتى يكون بمعنى قرب
فإن قلت كيف كان قوله
! ٢ < إنما يتقبل الله من المتقين > ٢ !
جوابا لقوله
! ٢ < لأقتلنك > ٢ !
قلت لما كان الحسد لأخيه على تقبل قربانه هو الذي حمله على توعده بالقتل قال له إنما أتيت من قبل نفسك لانسلاخها من لباس التقوى لا من قبلي فلم تقتلني ومالك لا تعاتب نفسك ولا تحملها على تقوى الله التي هي السبب في القبول فأجابه بكلام حكيم مختصر جامع لمعان
وفيه دليل على ان الله تعالى لا يقبل طاعة الا من مؤمن متق فما أنعاه على اكثر العاملين اعمالهم
وعن عامر بن عبد الله انه بكى حين حضرته الوفاة فقيل له ما يبكيك فقد كنت وكنت قال إني أسمع الله يقول
! ٢ < إنما يتقبل الله من المتقين > ٢ !
! ٢ < ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك > ٢ !
قيل كان أقوى من القاتل وأبطش منه ولكنه تحرج عن قتل أخيه واستسلم له خوفا من الله لأن الدفع لم يكن مباحا في ذلك الوقت
قاله مجاهد وغيره
! ٢ < إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك > ٢ !
أن تحتمل إثم قتلي لك لو قتلتك وإثم قتلك لي
فإن قلت كيف يحمل إثم قتله له ولا تزر وازرة وزر اخرى قلت المراد بمثل إثمي على الاتساع في الكلام كما تقول قرأت قراءة فلان وكتبت كتابته تريد المثل وهو اتساع فاش مستفيض لا يكاد يستعمل غيره
ونحوه قوله عليه الصلاة والسلام
٣٤٧ ( المستبان ما قالا فعلى البادي ما لم يعتد المظلوم )
(١) على ان البادي عليه اثم سبه ومثل إثم سب صاحبه لأنه كان سببا فيه الا ان الإثم محطوط عن صاحبه معفو عنه لأنه متكافىء مدافع عن عرضه
ألا ترى الى قوله ( ما لم يعتد المظلوم ) لأنه اذا خرج من حد المكافأة واعتدى لم يسلم
فإن قلت فحين كف هابيل عن قتل اخيه واستسلم وتحرج عما كان محظورا في شريعته من الدفع فأين الإثم حتى يتحمل اخوه مثله فيجتمع عليه الإثمان قلت هو مقدر فهو يحتمل مثل الإثم المقدر كأنه قال إني

__________
١- صحيح


الصفحة التالية
Icon