أنه عن لهم في عمرة الحديبية حمار وحش فحمل عليه ابو اليسر فطعنه برمحه فقتله فقيل له انك قتلت الصيد وأنت محرم فنزلت ولأن الأصل فعل التعمد والخطا لاحق به للتغليظ
ويدل عليه قوله تعالى
! ٢ < ليذوق وبال أمره > ٢ !
! ٢ < ومن عاد فينتقم الله منه > ٢ ! وعن الزهري نزل الكتاب بالعمد ووردت السنة بالخطأ وعن سعيد بن جبير لا أرى في الخطا شيئا أخذا باشتراط العمد في الآية
وعن الحسن روايتان
! ٢ < فجزاء مثل ما قتل > ٢ ! برفع جزاء ومثل جميعا بمعنى فعليه جزاء يماثل ما قتل من الصيد وهو عند أبي حنيفة قيمة المصيد يقوم حيث صيد
فإن بلغت قيمته ثمن هدى تخير بين ان يهدي من النعم ما قيمته قيمة الصيد وبين ان يشترى بقيمته طعاما فيعطي كل مسكين نصف صاع من بر او صاع من غيره وان شاء صام عن طعام كل مسكين يوما فإن فضل ما لا يبلغ طعام مسكين صام عنه يوما او تصدق به
وعند محمد والشافعي رحمهما الله مثله نظيره من النعم فإن لم يوجد له نظير من النعم عدل الى قول ابي حنيفة رحمه الله
فإن قلت فما يصنع من يفسر المثل بالقيمة بقوله
! ٢ < من النعم > ٢ !
وهو تفسير للمثل وبقوله
! ٢ < هديا بالغ الكعبة > ٢ ! قلت قد خير من أوجب القيمة بين ان يشتري بها هديا او طعاما او يصوم كما خير الله تعالى في الآية فكان قوله
! ٢ < من النعم > ٢ !
بيانا للهدى المشترى بالقيمة في احد وجوه التخيير لأن من قوم الصيد واشترى بالقيمة هديا فأهداه فقد جزي بمثل ما قتل من النعم
على ان التخيير الذي هو في الآية بين ان يجزي بالهدى او يكفر بالاطعام او بالصوم إنما يستقيم استقامة ظاهرة بغير تعسف اذا قوم ونظر بعد التقويم اي الثلاثة يختار فاما اذا عمد الى النظير وجعله الواجب وحده من غير تخيير فإذا كان شيئا لا نظير له قوم حينئذ ثم يخير بين الاطعام والصوم ففيه نبو عما في الآية الا ترى الى قوله تعالى
! ٢ < أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما > ٢ ! كيف خير بين الأشياء الثلاثة ولا سبيل الى ذلك الا بالتقويم
وقرأ عبد الله فجزاؤه مثل ما قتل وقرىء فجزاء مثل ما قتل على الاضافة وأصله فجزاء مثل ما قتل بنصب مثل بمعنى فعليه أن يجزى مثل ما قتل ثم أضيف كما تقول عجبت من ضرب زيد وقرأ السلمي على الأصل وقرا محمد بن مقاتل فجزاء مثل ما قتل بنصبهما بمعنى فليجز جزاء مثل ما قتل
وقرا الحسن من النعم بسكون العين استثقل الحركة على حرف الحلق فسكنه
! ٢ < يحكم به > ٢ !
بمثل ما قتل
! ٢ < ذوا عدل منكم > ٢ !
حكمان عادلان من المسلمين قالوا وفيه دليل على ان المثل القيمة لأن التقويم مما يحتاج الى النظر والاجتهاد دون الاشياء المشاهدة
وعن قبيصة انه أصاب ظبيا وهو محرم فسال عمر فشاور عبد الرحمن بن عوف ثم امره بذبح شاة فقال قبيصة لصاحبه والله ما علم أمير