الجنة يومئذ كما يفعل بغيرهم او ينصب على اضمار اذكر
أو يوم يجمع الله الرسل كان كيت وكيت
! ٢ < ماذا > ٢ ! منتصب بأجبتم انتصاب مصدره على معنى اي إجابة أجبتم
ولو أريد الجواب لقيل بماذا اجبتم
فإن قلت ما معنى سؤالهم قلت توبيخ قومهم كما كان سؤال المؤودة توبيخا للوائد
فإن قلت كيف يقولون
! ٢ < لا علم لنا > ٢ !
وقد علموا بما اجيبوا قلت يعلمون ان الغرض بالسؤال توبيخ اعدائهم فيكلون الأمر الى علمه واحاطته بما منوا به منهم وكابدوا من سوء اجابتهم إظهارا للتشكي واللجاء الى ربهم في الانتقام منهم وذلك أعظم على الكفرة وأفت في اعضادهم واجلب لحسرتهم وسقوطهم في ايديهم اذا اجتمع توبيخ الله وتشكي انبيائه عليهم
ومثاله أن ينكب بعض الخوارج على السلطان خاصة من خواصه نكبة قد عرفها السلطان واطلع على كنهها وعزم على الانتصار له منه فيجمع بينهما ويقول له ما فعل بك هذا الخارجي وهو عالم بما فعل به يريد توبيخه وتبكيته فيقول له أنت أعلم بما فعل بي تفويضا للأمر الى علم سلطانه واتكالا عليه وإظهارا للشكاية وتعظيما لما حل به منه
وقيل من هول ذلك اليوم يفزعون ويذهلون عن الجواب ثم يجيبون بعدما تثوب اليهم عقولهم بالشهادة على اممهم
وقيل معناه علمنا ساقط مع علمك ومغمور به لأنك علام الغيوب
ومن علم الخفيات لم تخف عليه الظواهر التي منها إجابه الأمم لرسلهم فكانه لا علم لنا الى جنب علمك وقيل لا علم لنا بما كان منهم بعدنا وإنما الحكم للخاتمة
وكيف يخفى عليهم امرهم وقد رأوهم سود الوجوه زرق العيون موبخين وقرىء ( علام الغيوب ) بالنصب على ان الكلام قد تم بقوله
! ٢ < إنك أنت > ٢ !
أي انك الموصوف باوصافك المعروفة من العلم وغيره ثم نصب علام الغيوب على الاختصاص او على على النداء او هو صفة لاسم إن
! ٢ < إذ قال الله > ٢ ! بدل من ( يوم يجمع )

__________


الصفحة التالية
Icon