معه ما كانوا عليه من انه لا يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى وان النار لن تمسهم الا أياما معدودات واجتماعهم على الاقرار بالنشأة الأخرى وإعادة الأرواح في الأجساد ثم افتراقهم فرقتين منهم من قال تجري حالهم في التلذذ بالمطاعم والمشارب والمناكح على حسب مجراها في الدنيا ودفعه آخرون فزعموا ان ذلك انما احتيج اليه في هذه الدار من أجل نماء الأجسام ولمكان التوالد والتناسل واهل الجنة مستغنون عنه فلا يتلذذون الا بالنسيم والأرواح العبقة والسماع اللذيذ والفرح والسرور واختلافهم في الدوام والانقطاع فيكون المعطوف غير المعطوف عليه
ويحتمل ان يراد وصف الأولين
ووسط العاطف على معنى أنهم الجامعون بين تلك الصفات وهذه
فإن قلت فإن أريد بهؤلاء غير أولئك فهل يدخلون في جملة المتقين ام لا
قلت ان عطفتهم على
! ٢ < الذين يؤمنون بالغيب > ٢ !
دخلوا وكانت صفة التقوى مشتملة على الزمرتين من مؤمني اهل الكتاب وغيرهم
وإن عطفتهم على
! ٢ < المتقين > ٢ ! لم يدخلوا
وكانه قيل هدى للمتقين وهدى للذين يؤمنون بما انزل اليك فإن قلت قوله
! ٢ < بما أنزل إليك > ٢ ! إن عنى به القرآن بأسره والشريعة عن آخرها فلم يكن ذلك منزلا وقت ايمانهم فكيف قيل أنزل بلفظ المضي وإن أريد المقدار الذي سبق إنزاله وقت ايمانهم فهو إيمان ببعض المنزل واشتمال الايمان على الجميع سالفة ومترقبة واجب
قلت المراد المنزل كله وانما عبر عنه بلفظ المضي وإن كان بعضه مترقبا تغليبا للموجود على ما لم يوجد كما يغلب المتكلم على المخاطب والمخاطب على الغائب فيقال أنا وأنت فعلنا وأنت وزيد تفعلان
ولأنه اذا كان بعضه نازلا وبعضه منتظر النزول جعل كأن كله قد نزل وانتهى نزوله ويدل عليه قوله تعالى
! ٢ < إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى > ٢ ! الأحقاف ٣٠ ولم يسمعوا جميع الكتاب ولا كان كله منزلا ولكن سبيله سبيل ما ذكرنا
ونظيره قولك كل ما خطب به فلان فهو فصيح وما تكلم بشيء الا وهو نادر
ولا تريد بهذا الماضي منه فحسب دون الآتي لكونه معقودا بعضه ببعض ومربوطا آتيه بماضيه وقرا يزيد بن قطيب
! ٢ < بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك > ٢ ! على لفظ ما سمى فاعله
وفي تقديم
! ٢ < وبالآخرة > ٢ ! وبناء
! ٢ < يوقنون > ٢ ! على
! ٢ < هم > ٢ !
تعريض بأهل الكتاب وبما كانوا عليه من اثبات أمر الآخرة على خلاف حقيقته وان قولهم ليس بصادر عن إيقان وان اليقين ما عليه من آمن بما انزل اليك وما انزل من قبلك
والإيقان اتقان العلم بانتفاء الشك والشبهة عنه
! ٢ < وبالآخرة > ٢ !
تأنيث الآخر الذي هو نقيض الأول وهي صفة الدار بدليل قوله
! ٢ < تلك الدار الآخرة > ٢ ! القصص ٧٧ وهي من الصفات الغالبة وكذلك الدنيا
وعن نافع أنه خففها بأن حذف الهمزة وألقى حركتها على اللام كقوله
! ٢ < دابة الأرض > ٢ ! سبأ ١٤