( فذلك ان يهلك فحسبي ثناؤه % وإن عاش لم يقعد ضعيفا مذمما )
ومعنى الاستعلاء في قوله ( على هدى ) مثل لتمكنهم من الهدى واستقرارهم عليه وتمسكهم به
شبهت حالهم بحال من اعتلى الشيء وركبه ونحوه هو على الحق وعلى الباطل
وقد صرحوا بذلك في قولهم جعل الغواية مركبا وامتطى الجهل واقتعد غارب الهوى
ومعنى
! ٢ < هدى من ربهم > ٢ !
أي منحوه من عنده وأوتوه من قبله وهو اللطف والتوفيق الذي اعتضدوا به على أعمال الخير والترقي الى الأفضل فالأفضل
ونكر
! ٢ < هدى > ٢ !
ليفيد ضربا مبهما لا يبلغ كنهه ولا يقادر قدره كأنه قيل على أي هدى كما تقول لو أبصرت فلانا لأبصرت رجلا
وقال الهذلي
( فلا وأبي الطير المربة بالضحى % على خالد لقد وقعت على لحم )
والنون في
! ٢ < من ربهم > ٢ !
أدغمت بغنة وبغير غنة فالكسائي وحمزة ويزيد وورش في رواية والهاشمي عن ابن كثير لم يغنوها وقد أغنها الباقون الا أبا عمرو فقد روى عنه فيها روايتان
وفي تكرير
! ٢ < أولئك > ٢ !
تنبيه على انهم كما ثبتت لهم الأثرة بالهدى فهي ثابتة لهم بالفلاح فجعلت كل واحدة من الأثرتين في تمييزهم بالمثابة التي لو انفردت كفت مميزة على حيالها
فإن قلت لم جاء مع العاطف وما الفرق بينه وبين قوله
! ٢ < أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون > ٢ ! الأعراف ١٧٩ قلت قد اختلف الخبران ههنا فلذلك دخل العاطف بخلاف الخبرين ثمة فانهما متفقان لأن التسجيل عليهم بالغفلة وتشبيههم بالبهائم شيء واحد فكانت الجملة الثانية مقررة لما في الأولى فهي من العطف بمعزل
! ٢ < هم > ٢ !
فصل وفائدته الدلالة على ان الوارد بعده خبر لا صفة والتوكيد وايجاب أن فائدة المسند ثابتة للمسند اليه دون غيره
أو هو مبتدأ والمفلحون خبره والجملة خبر اولئك