أن تكون للعهد والإشارة الى الذين كفروا المار ذكرهم كانه قيل ومن هؤلاء من يقول
وهم عبد الله بن أبي وأصحابه ومن كان في حالهم من اهل التصميم على النفاق
ونظير موقعه موقع القوم في قولك نزلت ببني فلان فلم يقروني والقوم لئام
ومن في
! ٢ < من يقول > ٢ !
موصوفة كأنه قيل ومن الناس ناس يقولون كذا كقوله
! ٢ < من المؤمنين رجال > ٢ ! الفتح ٢٥ ان جعلت اللام للجنس
وإن جعلتها للعهد فموصولة كقوله
! ٢ < ومنهم الذين يؤذون النبي > ٢ ! التوبة ٦١
فإن قلت كيف يجعلون بعض اولئك والمنافقون غير المختوم على قلوبهم قلت الكفر جمع الفريقين معا وصيرهم جنسا واحدا
وكون المنافقين نوعا من نوعي هذا الجنس مغايرا للنوع الآخر بزيادة زادوها على الكفر الجامع بينهما من الخديعة والاستهزاء لا يخرجهم من أن يكونوا بعضا من الجنس فإن الأجناس انما تنوعت لمغايرات وقعت بين بعضها وبعض
وتلك المغايرات إنما تأتي بالنوعية ولا تأبى الدخول تحت الجنسية فإن قلت لم اختص بالذكر الايمان بالله والايمان باليوم الآخر قلت اختصاصهما بالذكر كشف عن إفراطهم في الخبث وتماديهم في الدعارة لأن القوم كانوا يهودا وإيمان اليهود بالله ليس بإيمان لقولهم
! ٢ < عزير ابن الله > ٢ ! التوبة ٣٠
وكذلك إيمانهم باليوم الآخر لأنهم يعتقدونه على خلاف صفته فكان قولهم
^ ءامنا بالله وباليوم الآخر ^ خبثا مضاعفا وكفرا موجها لأن قولهم هذا لو صدر عنهم لا على وجه النفاق وعقيدتهم عقيدتهم فهو كفر لا إيمان
فإذا قالوه على وجه النفاق خديعة للمسلمين واستهزاء بهم وأروهم انهم مثلهم في الإيمان الحقيقي كان خبثا الى خبث وكفرا الى كفر
وأيضا فقد اوهموا في هذا المقال أنهم اختاروا الإيمان من جانبيه واكتنفوه من قطريه واحاطوا بأوله وآخره
وفي تكرير الباء أنهم ادعوا كل واحد من الإيمانين على صفة الصحة والاستحكام
فإن قلت كيف طابق قوله
! ٢ < وما هم بمؤمنين > ٢ ! قولهم
^ ءامنا بالله وباليوم الآخر ^ والأول في ذكر شأن الفعل لا الفاعل والثاني في ذكر شأن الفاعل لا الفعل قلت القصد إلى إنكار ما ادعوه ونفيه فسلك في ذلك طريق أدى الى الغرض المطلوب
وفيه من التوكيد والمبالغة ما ليس في غيره وهو إخراج ذواتهم وأنفسهم من أن تكون طائفة من طوائف المؤمنين لما علم من حالهم المنافية لحال الداخلين في الإيمان
وإذا شهد عليهم بأنهم في انفسهم على هذه الصفة فقد انطوى تحت الشهادة عليهم بذلك نفى ما انتحلوا اثباته لأنفسهم على سبيل البت والقطع
ونحوه قوله تعالى
! ٢ < يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها > ٢ ! المائدة ٣٧ هو أبلغ من

__________


الصفحة التالية
Icon