إما لقوة طمعهم فيما كانوا يتحدثون به أن ريح الإسلام تهب حينا ثم تسكن ولواءه يخفق أياما ثم يقر فضعفت حين ملكها اليأس عند إنزال الله على رسوله النصر وإظهار دين الحق على الدين كله
وإما لجراءتهم وجسارتهم في الحروب فضعفت جبنا وخورا حين قذف الله في قلوبهم الرعب وشاهدوا شوكة المسلمين وإمداد الله لهم بالملائكة
قال رسول الله ﷺ
١٨ ( نصرت بالرعب مسيرة شهر )
(١)
ومعنى زيادة الله إياهم مرضا انه كلما أنزل على رسوله الوحي فسمعوه كفروا به فازدادوا كفرا الى كفرهم فكأن الله هو الذي زادهم ما ازدادوه إسنادا للفعل الى المسبب له كما أسنده الى السورة في قوله
! ٢ < فزادتهم رجسا إلى رجسهم > ٢ ! التوبة ١٢٥ لكونها سببا
أو كلما زاد رسوله نصرة وتبسطا في البلاد ونقصا من أطراف الأرض ازدادوا حسدا وغلا وبغضا وازدادت قلوبهم ضعفا وقلة طمع فيما عقدوا به رجاءهم وجبنا وخورا
ويحتمل ان يراد بزيادة المرض الطبع وقرأ أبو عمر في رواية الأصمعي مرض ومرضا بسكون الراء
يقال ألم فهو
! ٢ < أليم > ٢ !
كوجع فهو وجيع ووصف العذاب به نحو قوله
( تحية بينهم ضرب وجيع % )
وهذا على طريقة قولهم جد جده والألم في الحقيقة للمؤلم كما ان الجد للجاد
والمراد بكذبهم قولهم
! ٢ < آمنا بالله وباليوم الآخر > ٢ !
وفيه رمز الى قبح الكذب وسماجته وتخييل ان العذاب الأليم لاحق بهم من أجل كذبهم
ونحوه قوله تعالى
^ مما خطيآتهم أغرقوا ^ نوح ٧١ والقوم كفرة وإنما خصت الخطيئات استعظاما لها وتنفيرا عن ارتكابها
والكذب الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو به وهو قبيح كله واماما يروى عن إبراهيم عليه السلام
١٩ ( أنه كذب ثلاث كذبات )
+ ٤٠٣ + فالمراد التعريض
ولكن لما كانت صورته صورة

__________
١-


الصفحة التالية
Icon