! ٧ < ﴿ قَالَ يامُوسَى إِنْى اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَآ ءاتَيْتُكَ وَكُنْ مِّنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ > ٧ { < الأعراف :( ١٤٤ ) قال يا موسى..... > >
﴿ اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ ﴾ اخترتك على أهل زمانك وآثرتك عليهم ﴿ بِرِسَالَاتِي ﴾ وهي أسفار التوراة ﴿ وَبِكَلَامِي ﴾ وبتكليمي إياك ﴿ فَخُذْ مَا ءاتَيْتُكَ ﴾ ما أعطيتك من شرف النبوّة والحكمة ﴿ وَكُنْ مّنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ على النعمة في ذلك فهي من أجل النعم. وقيل : خرّ موسى صعقاً يوم عرفة، وأعطي التوراة يوم النحر. فإن قلت : كيف قيل ؛ اصطفيتك على الناس وكان هارون مصطفى مثله نبياً ؟ قلت : أجل، ولكنه كان تابعاً له وردءاً ووزيراً. والكليم : هو موسى عليه السلام، والأصيل في حمل الرسالة.
! ٧ < ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِى الاٌّ لْوَاحِ مِن كُلِّ شَىْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَىْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُوْرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ * سَأَصْرِفُ عَنْ ءَايَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءَايَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَىِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذالِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِأايَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِأايَاتِنَا وَلِقَآءِ الاٌّ خِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ > ٧ !
< < الأعراف :( ١٤٥ ) وكتبنا له في..... > > ذكروا في عدد الألواح وفي جوهرها وطولها أنها كانت عشرة ألواح وقيل : سبعة. وقيل ؛ لوحين، وأنها كانت من زمرّد جاء بها جبريل عليه السلام. وقيل : من زبرجدة خضراء وياقوتة حمراء. وقيل : أمر الله موسى بقطعها من صخرة صماء لينها له، فقطعها بيده وشقها بأصابعه. وعن الحسن كانت من خشب نزلت من السماء فيها التوراة، وأن طولها كان عشرة أذرع. وقوله :﴿ مِن كُلّ شَىْء ﴾ في محل النصب مفعول كتبنا. و ﴿ مَّوْعِظَةٌ ﴾ وتفصيلاً بدل منه. والمعنى : كتبنا له كل شيء كان بنو إسرائيل محتاجين إليه في دينهم من المواعظ وتفصيل الأحكام. وقيل : أنزلت التوراة وهي سبعون وقر بعير، يقرأ الجزأ منه في سنة لم يقرأها إلاّ أربعة نفر : موسى، ويوشع، وعزير، وعيسى عليهم السلام. وعن مقاتل : كتب في الألواح : إني أنا الله الرحمان الرحيم، لا تشركوا بي شيئاً، ولا تقطعوا السبيل، ولا تحلفوا بإسمي كاذبين ؛ فإن من حلف بإسمي كاذباً فلا أزكيه، ولا تقتلوا ولا تزنوا ولا تعقوا الوالدين ﴿ فَخُذْهَا ﴾ فقلنا له : خذها، عطفاً على كتبنا، ويجوز أن يكون بدلاً من قوله :﴿ فَخُذْ مَا ءاتَيْتُكَ ﴾ ( الأعراف : ١٤٤ ) والضمير في ﴿ خُذْهَا ﴾ للألواح، أو لكل شيء، لأنه في معنى الأشياء، أو الرسالات، أو للتوراة. ومعنى ﴿ بِقُوَّةٍ ﴾ بجدّ وعزيمة فعل أولي العزم من الرسل ﴿ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا ﴾ أي فيها ما هو حسن وأحسن، كالاقتصاص، والعفو، والانتصار، والصبر. فمرهم أن يحملوا على أنفسهم في الأخذ بما هو أدخل في الحسن وأكثر للصواب، كقوله تعالى :﴿ وَاتَّبِعُواْ أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُمْ ﴾ ( الزمر : ٥٥ ) وقيل : يأخذوا بما هو واجب أو ندب، لأنه أحسن من المباح.

__________


الصفحة التالية
Icon