من كان براً تقياً، فكيف بالكفرة عبدة الأصنام ﴿ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ كأنه استثنى من كان يعلم وهو يعاند ويطلب الرياسة. أو أراد بالأكثر : الجميع، كما يراد بالقلة : العدم.
! ٧ < ﴿ وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ > ٧ !
< < الأنفال :( ٣٥ ) وما كان صلاتهم..... > > المكاء : فعال بوزن الثغاء والرغاء، من مكا يمكو إذا صفر : ومنه المكاء، كأنه سمي بذلك لكثرة مكائه. وأصله الصفة، نحو الوضاء والفراء. وقرىء :( مكا بالقصر. ونظيرهما البكي والبكاء. والتصدية : التصفيق، تفعلة من الصدى أو من صدَّ يصدّ، ﴿ إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ﴾ ( الزخرف : ٥٧ ) وقرأ الأعمش :( وما كان صلاتهم ) بالنصب على تقديم خبر كان على اسمه، فإن قلت : ما وجه هذا الكلام ؟ قلت : هو نحو من قوله :% ( وَمَا كُنْتُ أخْشَى أنْ يَكُونَ عَطَاؤُه % أدَاهَمِ سُوداً أوْ مُحَدْرَجَةً سُمْراً ) %
والمعنى أنه وضع القيود والسياط موضع العطاء، ووضعوا المكاء والتصدية موضع الصلاة، وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة : الرجال والنساء، وهم مشبكون بين أصابعهم يصفرون فيها ويصفقون، وكانوا يفعلون نحو ذلك إذا قرأ رسول الله ﷺ في صلاته يخلطون عليه ﴿ فَذُوقُواْ ﴾ عذاب القتل والأسر يوم بدر، بسبب كفركم وأفعالكم التي لا يقدم عليها إلا الكفرة.
! ٧ < ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِى جَهَنَّمَ أُوْلَائِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ > ٧ !
< < الأنفال :( ٣٦ ) إن الذين كفروا..... > > قيل : نزلت في المطعمين يوم بدر، كان يطعم كل واحد منهم كلّ يوم عشر جزائر. وقيل : قالوا لكل من كان له تجارة في العير : أعينوا بهذا المال على حرب محمد، لعلنا ندرك منه ثأرنا بما أصيب منا ببدر. وقيل : نزلت في أبي سفيان وقد استأجر ليوم أحد ألفين من الأحابيش سوى من استجاش من العرب، وأنفق عليهم أربعين أوقية. والأوقية اثنان وأربعون مثقالاً ﴿ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ أي كان غرضهم في الإنفاق الصدّ عن اتباع محمد وهو سبيل الله، وإن لم يكن عندهم كذلك ﴿ ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ﴾ أي

__________


الصفحة التالية
Icon