قوله :﴿ فِى الاْرْضِ ﴾ و ﴿ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ ﴾ قلت : معنى ذلك زيادة التعميم والإحاطة، كأنه قيل : وما من دابة فقط في جميع الأرضين السبع، وما من طائر قط في جو السماء من جميع ما يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم محفوظة أحوالها غير مهمل أمرها. فإن قلت : فما الغرض في ذكر ذلك ؟ قلت : الدلالة على عظم قدرته، ولطف علمه، وسعة سلطانه وتدبيره تلك الخلائق المتفاوتة الأجناس، المتكاثرة الأصناف، وهو حافظ لما لها وما عليها، مهيمن على أحوالها، لا يشغله شأن عن شأن، وأنّ المكلفين ليسوا بمخصوصين بذلك دون من عداهم من سائر الحيوان. وقرأ ابن أبي عبلة :( ولا طائر )، بالرفع على المحل، كأنه قيل : وما دابة ولا طائر. وقرأ علقمة ( ما فرطنا ) بالتخفيف.
! ٧ < ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِأايَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِى الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ > ٧ !
< < الأنعام :( ٣٩ ) والذين كذبوا بآياتنا..... > > فإن قلت : كيف أتبعه قوله :﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا ﴾ ؟ قلت : لما ذكر من خلائفه وآثار قدرته ما يشهد لربوبيته وينادي على عظمته قال : والمكذبون ﴿ صُمٌّ ﴾ لايسمعون كلام المنبه ﴿ بِكُمْ ﴾ لا ينطقون بالحق، خابطون في ظلمات الكفر، فهم غافلون عن تأمل ذلك والتفكر فيه، ثم قال إيذاناً بأنهم من أهل الطبع ﴿ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ ﴾ أي يخذله ويخله وضلاله لم يلطف به، لأنه ليس من أهل اللطف ﴿ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِراطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ أي يلطف به لأنّ اللطف يجدي عليه.
! ٧ < ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴾ > ٧ !
﴿ < < الأنعام :( ٤٠ ) قل أرأيتكم إن..... > > أَرَأَيْتُكُم ﴾ أخبروني. والضمير الثاني لا محل له من الإعراب ؛ لأنك تقول : أرأيتك زيداً ما شأنه، فلو جعلت للكاف محلاً لكنت كأنك تقول : أرأيت نفسك زيداً ما شأنه ؟ وهو خلف من القول، ومتعلق الاستخبار محذوف، تقديره : إن أتاكم عذاب الله { أَو

__________


الصفحة التالية
Icon