وعن ابن عباس رضي الله عنهما : دعوهم وإتيان المسجد الحرام ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ يغفر لهم ما سلف من الكفر والغدر.
! ٧ < ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذالِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ ﴾ > ٧ !
﴿ فِى الاٌّ رْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِى الْكَافِرِينَ ﴾ مرتفع بفعل الشرط مضمراً يفسره الظاهر، تقديره : وإن استجارك أحد استجارك ولا يرتفع بالابتداء، لأنّ ( إن ) من عوامل الفعل لا تدخل على غيره. والمعنى : وإن جاءك أحد من المشركين بعد انقضاء الأشهر لا عهد بينك وبينه ولا ميثاق، فاستأمنك ليسمع ما تدعو إليه من التوحيد والقرآن، وتبين ما بعثت له فأمّنه ﴿ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ﴾ ويتدبره ويطلع على حقيقة الأمر ﴿ ثُمَّ أَبْلِغْهُ ﴾ بعد ذلك داره التي يأمن فيها إن لم يسلم. ثم قاتله إن شئت من غير غدر ولا خيانة، وهذا الحكم ثابت في كل وقت. وعن الحسن رضي الله عنه : هي محكمة إلى يوم القيامة. وعن سعيد بن جبير : جاء رجل من المشركين إلى عليّ رضي الله عنه فقال : إن أراد الرجل منا أن يأتي محمداً بعد انقضاء هذا الأجل يسمع كلام الله، أو يأتيه لحاجة قتل ؟ قال : لا، لأنّ الله تعالى يقول :﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ ﴾ الآية. وعن السُدّي والضحاك رضي الله عنهما : هي منسوخة بقوله تعالى :﴿ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ ﴾ ( التوبة : ٥ ). ﴿ ذالِكَ ﴾ أي ذلك الأمر، يعني الأمر بالإجارة في قوله :﴿ فَأَجِرْهُ ﴾. ﴿ * ب ﴾ سبب ﴿ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ﴾ قوم جهلة ﴿ لاَّ يَعْلَمُونَ ﴾ ما الإسلام وما حقيقة ما تدعو إليه، فلا بدّ من إعطائهم الأمان حتى يسمعوا ويفهموا الحق.
! ٧ < ﴿ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ > ٧ !
﴿ < < التوبة :( ٧ ) كيف يكون للمشركين..... > > كَيْفَ ﴾ استفهام في معنى الاستنكار والاستبعاد ؛ لأن يكون للمشركين عهد عند رسول الله ﷺ، وهم أضداد وغرة صدورهم، يعني : محال أن يثبت لهؤلاء عهد فلا تطمعوا في ذلك ولا تحدثوا به نفوسكم ولا تفكروا في قتلهم. ثم استدرك ذلك بقوله :﴿ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ ﴾ أي ولكن الذين عاهدتم منهم ﴿ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ ولم يظهر منهم نكث كبني كنانة وبني ضمرة، فتربصوا أمرهم ولا تقاتلوهم ﴿ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ ﴾ على

__________


الصفحة التالية
Icon