ولنفسك ما شئت. قال : اشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم. قال : فإذا فعلنا ذلك فما لنا ؟ قال : لكم الجنة. قالوا : ربح البيع، لا نقيل ولا نستقيل. ومرّ برسول الله ﷺ أعرابيّ وهو يقرؤها فقال : كلام من ؟ قال كلام الله. قال : بيع الله مربح لا نقيله ولا نستقيله، فخرج إلى الغزو فاستشهد ﴿ يُقَاتَلُونَ ﴾ فيه معنى الأمر، كقوله :﴿ وَتُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ﴾ ( الصف : ١١ ). وقرىء :( فيقتلون ) و ( يقتلون ) على بناء الأوّل للفاعل والثاني للمفعول، وعلى العكس ﴿ وَعْدًا ﴾ مصدر مؤكد. أخبر بأن هذا الوعد الذي وعده للمجاهدين في سبيله وعد ثابت قد أثبته ﴿ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ ﴾ كما أثبته في القرآن، ثم قال :﴿ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ﴾ لأنّ إخلاف الميعاد قبيح لا يقدم عليه الكرام من الخلق مع جوازه عليهم لحاجتهم، فكيف بالغني الذي لا يجوز عليه القبيح قط، ولا ترى ترغيباً في الجهاد أحسن منه وأبلغ.
! ٧ < ﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَاكِعُونَ السَّاجِدونَ الاٌّ مِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ > ٧ !
< < التوبة :( ١١٢ ) التائبون العابدون الحامدون..... > > ﴿ التَّائِبُونَ ﴾ رفع على المدح. أي : هم التائبون يعني المؤمنين المذكورين. ويدلّ عليه قراءة عبد الله وأبيّ رضي الله عنهما :( التائبين ) بالياء إلى : والحافظين، نصباً على المدح. ويجوز أن يكون جراً صفة للمؤمنين. وجوّز الزجاج أن يكون مبتدى خبره محذوف، أي : التائبون العابدون من أهل الجنة أيضاً وإن لم يجاهدوا، كقوله :﴿ وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ﴾ ( النساء : ٩٥ ) وقيل : هو رفع على البدل من الضمير في يقاتلون. ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره العابدون، وما بعده خبر بعد خبر، أي التائبون من الكفر على الحقيقة الجامعون لهذه الخصال. وعن الحسن : هم الذين تابوا من الشرك وتبرؤا من النفاق. و ﴿ الْعَابِدُونَ ﴾ الذين عبدوا الله وحده وأخلصوا له العبادة وحرصوا عليها. و ﴿ السَّائِحُونَ ﴾ الصائمون شبهوا بذوي السياحة في الأرض في امتناعهم من شهواتهم. وقيل : هم طلبة العلم يسيحون في الأرض يطلبونه في مظانه.
! ٧ < ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِى قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ > ٧ !
< < التوبة :( ١١٣ ) ما كان للنبي..... > > قيل :
( ٤٩٣ ) قال ﷺ لعمه أبي طالب :( أنت أعظم الناس عليَّ حقاً، وأحسنهم عندي

__________


الصفحة التالية
Icon