كقوله :﴿ عَفَا اللَّهُ عَنكَ ﴾ ( التوبة : ٤٣ )، ﴿ فِى سَاعَةِ الْعُسْرَةِ ﴾ في وقتها، والساعة مستعملة في معنى الزمان المطلق، كما استعملت الغداة والعشية واليوم :% ( غَدَاةً طَفَتْ عَلْمَاءِ بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ % % ( وَكُنَّا حَسِبْنَا كُلَّ بَيْضَاءَ شَحْمَة % عَشِيَّةَ قَارَعْنَا جُذَامَ وَحِمْيَراً ) % % ( إذَا جَاءَ يَوْماً وَارِثِي يَبْتَغِي الْغِنَى % يَجِدْ جُمْعَ كَفٍّ غَيْرَ مَلأَى وعلاَ صِفْر ) %
والعسرة : حالهم في غزوة تبوك كانوا في عسرة من الظهر : يعتقب العشرة على بعير واحد. وفي عسرة من الزاد : تزوّدوا التمر المدود والشعير المسوّس والإهالة الزنخة، وبلغت بهم الشدّة أن اقتسم التمرة اثنان، وربما مصها الجماعة ليشربوا عليها الماء. وفي عسرة من الماء، حتى نحروا الإبل واعتصروا فروثها. وفي شدّة زمان، من حمارّه القيظ ومن الجدب والقحط والضيقة الشديدة ﴿ كَادَ * يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مّنْهُمْ ﴾ عن الثبات على الإيمان، أو عن اتباع الرسول في تلك الغزوة والخروج معه. وفي ( كاد ) ضمير الشأن، وشبهه سيبويه بقولهم : ليس خلق الله مثله. وقرىء :( يزيغ ) بالياء. وفي قراءة عبد الله :( من بعد ما زاغت قلوب فريق منهم )، يريد المتخلفين من المؤمنين كأبي لبابة وأمثاله ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ﴾ تكرير للتوكيد. ويجوز أن يكون الضمير للفريق : تاب عليهم لكيدودتهم.
! ٧ < ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ > ٧ !
< < التوبة :( ١١٨ ) وعلى الثلاثة الذين..... > > ﴿ الثَّلَاثَةِ ﴾ كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية. ومعنى ﴿ خُلّفُواْ ﴾ خلفوا عن الغزو وقيل عن أبي لبابة وأصحابه حين تيب عليهم بعدهم وقرىء ( خلفوا ) أي

__________


الصفحة التالية
Icon