عطف على ( قيل ) المضمر قبل آلآن.
! ٧ < ﴿ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِى وَرَبِّى إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ > ٧ !
< < يونس :( ٥٣ ) ويستنبئونك أحق هو..... > > ﴿وَيَسْتَنْبِئُونَكَ ﴾ ويستخبرونك فيقولون :﴿ أَحَقٌّ هُوَ ﴾ وهو استفهام على جهة الإنكار والاستهزاء. وقرأ الأعمش :( آلحق هو )، وهو أدخل في الاستهزاء، لتضمنه معنى التعريض بأنه باطل. وذلك أنّ اللام للجنس، فكأنه قيل : أهو الحق لا الباطل ؟ أو أهو الذي سميتموه الحق، والضمير للعذاب الموعود. و ﴿ إِى ﴾ بمعنى ( نعم ) في القسم خاصة، كما كان ( هل ) بمعنى ( قد ) في الاستفهام خاصة. وسمعتهم يقولون في التصديق : إيوَ، فيصلونه بواو القسم ولا ينطقون به وحده ﴿ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴾ بفائتين العذاب، وهو لاحق بهم لا محالة.
! ٧ < ﴿ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِى الاٌّ رْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ * أَلا إِنَّ للَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * هُوَ يُحْىِ وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ > ٧ !
< < يونس :( ٥٤ - ٥٦ ) ولو أن لكل..... > > ﴿ ظُلُمَاتِ ﴾ صفة لنفس على : ولو أنّ لكل نفس ظالمة ﴿ مَّا فِى الاْرْضِ ﴾ أي ما في الدنيا اليوم من خزائنها وأموالها وجميع منافعها على كثرتها ﴿ لاَفْتَدَتْ بِهِ ﴾ لجعلته فدية لها. يقال : فده فافتدى. ويقال : افتداه أيضاً بمعنى فداه ﴿ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ ﴾ لأنهم بهتوا لرؤيتهم ما لم يحتسبوه ولم يخطر ببالهم وعاينوا من شدة الأمر وتفاقمه ما سلبهم قواهم وبهرهم فلم يطيقوا عنده بكاء ولا صراخاً ولا ما يفعله الجازع، سوى إسرار الندم والحسرة في القلوب، كما ترى المقدّم للصلب يثخنه ما دهمه من فظاعة الخطب، ويغلب حتى لا ينبس بكلمة ويبقى جامداً مبهوتاً، وقيل : أسر رؤساؤهم الندامة من سفالتهم الذين أضلوهم حياء منهم وخوفاً من توبيخهم وقيل أسروها أخلصوها، إما لأن إخفاءها إخلاصها، وإما من قولهم : سرّ الشيء، خالصه. وفيه تهكم بهم وبأخطائهم وقت إخلاص الندامة. وقيل : أسروا الندامة : أظهروها، من قولهم : أسر الشيء وأشره إذا أظهره. وليس هناك تجلد ﴿ وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ ﴾ أي بين الظالمين والمظلومين، دلّ على ذلك ذكر الظلم. ثم أتبع ذلك الإعلام بأنّ له الملك كله، وأنه المثيب المعاقب، وما وعدوه من الثواب والعقاب فهو حق. وهو القادر على الإحياء والإماتة، لا يقدر عليهما غيره، وإلى حسابه وجزائه المرجع، ليعلم أن الأمر كذلك، فيخاف ويرجىء ولا يغتر به المغترون.

__________


الصفحة التالية
Icon