فلان يركب الخيل ويلبس عمائم الخز، لمن لا يركب إلا فرساً واحداً وما له إلا عمامة فردة، تزيدا في الوصف، فهؤلاء أيضاً تزيدوا في وصف الحلم بالبطلان، فجعلوه أضغاث أحلام. ويجوز أن يكون قد قص عليهم مع هذه الرؤيا رؤيا غيرها ﴿ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الاْحْلَامِ بِعَالِمِينَ ﴾ إما أن يريدوا بالأحلام المنامات الباطلة خاصة، فيقولوا : ليس لها عندنا تأويل، فإن التأويل إنما هو للمنامات الصحيحة الصالحة، وإما أن يعترفوا بقصور علمهم وأنهم ليسوا في تأويل الأحلام بنحارير.
! ٧ < ﴿ وَقَالَ الَّذِى نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ﴾ > ٧ !
< < يوسف :( ٤٥ ) وقال الذي نجا..... > > قرىء :( وادكر ) بالدال وهو الفصيح. وعن الحسن :( واذكر )، بالذال المعجمة. والأصل تذكر، أي تذكر الذي نجا من الفتيين من القتل يوسف وما شاهد منه ﴿ بَعْدَ أُمَّةٍ ﴾ بعد مدّة طويلة، وذلك أنه حين استفتى الملك في رؤياه وأعضل على الملأ تأويلها، تذكر الناجي يوسف وتأويله رؤياه ورؤيا صاحبه، وطلبه إليه أن يذكره عند الملك. وقرأ الأشهب العقيلي ( بعد إمّة ) بكسر الهمزة، والإمّة النعمة. قال عدي :% ( ثُمَّ بَعْدَ الفَلاَحِ وَالْمُلْكِ وَالإِمَّ % ةِ وَارَتْهُمُ هُنَاكَ القُبُورُ ) %
أي بعد ما أنعم عليه بالنجاة. وقرىء :( بعد أمه ) بعد نسيان. يقال : أمه يأمه أمها، إذا نسي. ومن قرأ بسكون الميم فقد خطىء ﴿ أَنَاْ أُنَبّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ ﴾ أنا أخبركم به عمن عنده علمه. وفي قراءة الحسن :( أنا آتيكم بتأويله ) ﴿ فَأَرْسِلُونِ ﴾ فابعثوني إليه لأسأله، ومروني باستعباره وعن ابن عباس : لم يكن السجن في المدينة.
! ٧ < ﴿ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِى سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّى أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ > ٧ !
< < يوسف :( ٤٦ ) يوسف أيها الصديق..... > > المعنى فأرسلوه إلى يوسف، فأتاه فقال ﴿ يُوسُفُ أَيُّهَا الصّدِيقُ ﴾ أيها البليغ في الصدق،

__________


الصفحة التالية
Icon