﴿ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ ( البقرة : ٢٣١ ) كأنه قيل : وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم، واذكروا حين تأذن ربكم. ومعنى تأذن ربكم : أذن ربكم. ونظير تأذن وأذن : توعد وأوعد، تفضل وأفضل. ولا بدّ في تفعل من زيادة معنى ليس في أفعل، كأنه قيل : وإذ أذن ربكم إيذاناً بليغاً تنتفي عنده الشكوك وتنزاح الشبه. والمعنى : وإذ تأذن ربكم فقال :﴿ لَئِن شَكَرْتُمْ ﴾ أو أجرى ﴿ تَأَذَّنَ ﴾ مجرى، قال : لأنه ضرب من القول. وفي قراءة ابن مسعود :( وإذ قال ربكم لئن شكرتم )، أي لئن شكرتم يا بني إسرائيل ما خولتكم من نعمة الإنجاء وغيرها من النعم بالإيمان الخالص والعمل الصالح ﴿ لازِيدَنَّكُمْ ﴾ نعمة إلى نعمة، ولأضاعفن لكم ما آتيتكم ﴿ وَلَئِن كَفَرْتُمْ ﴾ وغمطتم ما أنعمت به عليكم ﴿ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ ﴾ لمن كفر نعمتي.
! ٧ < ﴿ وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِى الاٌّ رْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِىٌّ حَمِيدٌ ﴾ > ٧ !
< < إبراهيم :( ٨ ) وقال موسى إن..... > > ﴿وَقَالَ مُوسَى ﴾ إن كفرتم أنتم يا بني إسرائيل والناس كلهم، فإنما ضررتم أنفسكم وحرمتموها الخير الذي لا بدّ لكم منه وأنتم إليه محاويج، والله غني عن شكركم ﴿ حَمِيدٌ ﴾ مستوجب للحمد بكثرة أنعمه وأياديه، وإن لم يحمده الحامدون.
! ٧ < ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴾ > ٧ !
< < إبراهيم :( ٩ ) ألم يأتكم نبأ..... > > ﴿ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ ﴾ جملة من مبتدأ وخبر، وقعت اعتراضاً : أو عطف الذين من بعدهم على قوم نوح. و ﴿ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ ﴾ اعتراض. والمعنى : أنهم من الكثرة بحيث لا يعلم عددهم إلا الله. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون، وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال : كذب النسابون، يعني أنهم يدّعون علم الأنساب، وقد نفي الله علمها عن العباد ﴿ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَاهِهِمْ ﴾ فعضوها غيظاً وضجراً مما جاءت به الرسل، كقوله :﴿ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الاْنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ﴾ ( آل عمران : ١١٩ )

__________


الصفحة التالية
Icon